المقالات

الشرارة التي تحرق حقلا جافا.!


         

من المفيد وفي هذه المرحلة المفصلية من حياة شعبنا، ونحن نرقب ما حولنا، أن نسير بعمليتنا السياسية بخطين متوازيين، الأول أن نحول ما موجود من منجز الى ثابت قيمي، بمعنى أن نتعامل مع ما أنجزناه بحرص ، ونمسكه بأسناننا وأظافرنا وأن لا نختلف عليه. فالدستور، والنظام الأتحادي، والتداول السلمي للسلطة عبر صناديق الأقتراع، ووحدة الوطن ومحاربة الفساد، نقاط قدمنا من أجلها الكثير من التضحيات، وأنفقنا لأنجازها الكثير من الأموال ، ومازال أمامنا الكثير من أجلها، ولكنها هي أدوات صناعة مستقبلنا، وما يخالفها هي وسائل تدمير حاضرنا ومستقبلنا معا ...

الثاني أن ترسخ الدولة مفهوم المواطنة والعدالة بين المواطن وترجمة ذلك من خلال استراتيجياتها وبرامج عملها في ممارساتها اليومية، ويتعين على الحكومة تحمل مسؤولياتها، عن أخطاء العاملين في مؤسساتها وعلى مختلف مستوياتهم ودرجاتهم، وأن تسمح لممثلي الشعب بأداء دورهم الرقابي عن عمل أجهزتها ومنسوبيها برحابة صدر، بل يفترض أن تشجع على ذلك،فالمحاسبة والمتابعة تقوي الحكومة وأجهزتها ولا تضعفها.. وأن تطلب الدولة من كل مسؤول حكومي برنامج عملي لمؤسسته يتسم بالشفافية والعدالة ووضوح ألأهداف وسقف التوقعات ومرسوم على خارطة زمكانية...

وبهذاالمسار المزدوج وليس بغيره يمكننا أن نتدرج في تطبيق مفهوم دولة المواطن، وبغياب دولة المواطن وفرضها بالشراكة مع القوى الخيرة التي تريد الخير للوطن، سنأكل الأصابع ندما وسنكتشف أن الكثير قد فاتنا، وسيكون الوقت متأخر جداً عندما تتغلغل قوى الهيمنة والاستحواذ، وسيصعب بعد ذلك تفكيك شبكات التمييز والإقصاء، وسيتحول صراع المطالبة بالعدالة والمساواة، من صراع بين قوى سياسية تقود مواطنين ومؤسسات رسمية، إلى صراع بين قوى الهيمنة والاستحواذ وعامة المواطنين..وعندها ستنقدح الشرارة التي تحرق حقلا جافا..!

 

5/5/13708

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
SAAD AL-ZAIDY
2013-07-08
سيدي المحترم أتفق معك 100% في وجوب تحويل المنجز الى ثابت وأشكرك على هذا المصطلح لكن أن تساعد الحكومة البرلمان في تقمص اخطائها فهذا غير متوفر في الدولة المدنية وعلى البرلمان أن يجد آليات رقابية تنفذ من خلال برامج الحكومة دون أن تصبح عائق في تنفيذها. وفي الختام أعتذر من ملاحظتي هذه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك