المقالات

البعث والإحتلال والبند السابع


عبدالله الجيزاني

عندما تكتب عن التأريخ ينبغي أن تبحث عن كل الزوايا، لتُحرز الأمانة فيما تكتب، وتعزز ماتذكر بمصاديق من أرض الواقع.وهذا خلا منه التاريخ الإسلامي في معظم مراحلة، بسبب كتابة التاريخ بنفس الحاكم لنيل رضاه، لهذا اختلط الحابل بالنابل، فضاعت حقوق ودثرت مأثر، وجُمل القبيح وقُبح الجميل، والمؤلم أن هذا التشوية لم يستثني شي، بفضل وعاظ السلاطين وكتاب ديوان الحاكم. وامتنا الإسلامية اكثر ماعانى من ذلك، وبيت الرسالة اكثر من تعرض للدس، نجد الزاما أن يدون التاريخ على شكل يوميات ومراحل تتضمن الوقائع كما هي، خاصة ونحن الأن شهود العصر ونجد من يحاول أن يغير الحقائق، ويبحث عن زوايا ليغير منها ويحرفها عن صورتها الحقيقية. فقد سمعنا من حاول أن يبرء البعث الصدامي من جرائمه، فالمقابر الجماعية مثلاً، يقول قائلهم انها لجنود تم قتلهم من قبل الثوار في الإنتفاضة الشعبانية.وتارة لجنود ايرانيين دخلوا الأراضي العراقية ابان الحرب الظالمة ضد الجمهورية الإسلامية، وكذا الإعدامات التي كان يقوم بها النظام هي لجواسيس أو هاربين عن الخدمة..! ومع الزمن نخشى أن تتمكن الأقلام المجندة أن تجعل هذا الأمر يرسخ في بعض العقول لتأتي السنوات وتصبح حقيقة ماجرى محط نقاش وجدال وبحث عن دلائل لإثبات حقيقة الحقيقة. لتضيع حقبة من الدماء والتضحيات التي بذلها هذا الشعب لغرض التحرر من نير الديكتاتورية والتسلط. وهذا هو الأخر يهدد انجازات وتضحيات المقاومة الإسلامية للإحتلال الامريكي، التي دفع خلالها الشعب دماء طاهرة زكية اجبرت المحتل على الخروج فضلاً عن المقاومة السلمية. ومانخشاه أن تأتي مرحلة لتجير تلك التضحيات أو تغير حقيقتها، لسلب الشعب العراقي تضحياته التي تعددت أشكالها، وتنوعت صورها. وكذا صمود وصبر الشعب العراقي، الذي أفشل كل المحاولات الإقليمية لتنفيذ مشروع الإحتلال الأمريكي في العراق، والقاضي بتغيير شكلي بنظام البعث الصدامي وإبقاء الأمور كما هي، وأستخدم كل الأساليب لتحقيق هذا الهدف من تفجيرات وطائفية وضغط لإفشال مشاريع إعادة الإعمار ونقص الخدمات ونشر الفساد المالي والإداري.للنيل من إصرار هذا الشعب على مشروعه الوطني، وبناء عراق جديد تسودة العدالة بين كل مكونات الشعب العراقي العرقية والأثنية. ولما يأس المستكبر الغربي وذنبه الأقليمي من النيل من هذا الشعب أضطر لإجراء ترتيبات أخراج العراق من تحت طائلة البند السابع، التي صوت عليها مجلس الأمن في نهاية الاسبوع المنصرم. وهنا نثبت حقيقة أن الشعب العراقي أستطاع وباداء مذهل من هزيمة الديكتاتورية البعثية المسنودة دوليا. وايضاً هزم الجبروت الأمريكي ليُجبره على سحب فلولة المهزومة من الأراضي العراقية. وسخرَ هذا الشعب كل مالديه من صبر وصمود، ليدفع الاُمم المتحدة والدول المعنية على إخراج العراق من تحت طائلة البند السابع، وعلى التاريخ ومن يهتم بشأنه ان يثبت هذه الحقيقة للاجيال، قبل ان يتصدى لتشويهها وتغييرها كتاب البلاط.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك