المقالات

أبناء الناصرية ... يبكون دماً


الحاج هادي العكيلي

قد يتسأل القارىء الكريم ، لماذا أبناء الناصرية يبكون دماً ؟!! هل على الشهداء والجرحى الذين سقطوا في التفجيرات الاخيرة ؟!! أم على حظهم العاثر بتشكيل حكومة ميتة ضعيفة بنيت على المنافع الشخصية وتقسيم كعكة الحكومة وفق الاغراءات بالمناصب والرشاوي . بالتأكيد يبكون على الحالتين ، حالة سقوط الشهداء الابرياء من أبناء مدينتهم ، فقد ذهبوا الى مثواهم الاخير بالقرب من حاكم عادل رحيم ، فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون . أما البكاء الاشد هو يوم تشكيل الحكومة المحلية الجديدة في المحافظة واعلانها عن طريق الفضائيات والاذاعات ، فكان الاستغراب والتعجب يصاحبه أحياناً البكاء على طبيعة الحكومة المشكلة وعلى الشخصيات التي تقود المحافظة لاربع سنوات القادمة . أنه زلزال أصاب المحافظة فخرجوا ابناء المحافظة يتصارخون كلاً على شاكلته ويقولون ما هذا الذي حدث في المحافظة ؟ لقد أصابهم الخوف والذعر من تلك الكارثة التي حلت على المحافظة ، ويتسائلون من الذي يحدث ؟!! هل هذه الحكومة التي كنا نطمح من تشكليها ؟ بعد أن عشنا حكومة ضعيفة لمدة أربع سنوات لم تقدم للمواطن الذيقاري أي خدمة عدا الوعود الكاذبة وصرف مليارات الدنانير على مشاريع رديئة أعطيت لشركات غير رصينة لكون أصحابها محسوبين على بعض التيارات السياسية الحاكمة في المحافظة . وها هم أبناء الناصرية على مختلف ثقافاتهم يعلنون ويرفضون ويستاءون من تسمية يحيى الناصري نجل رجل الدين محمد باقر الناصري محافظاً لذي قار . فقد تم أختياره لانه أبن محمد باقر الناصري ولم يكن أنه تسلم أية مسؤولية طوال حياته ولا يملك خبرة تؤهله لقيادة المحافظة لكونه قضى سنين طويلة من حياته خارج البلاد . لقد مرت الناصرية بنفس السيناريو عندما تم تنصيب المحافظ السابق طالب الحسن ، فبين ليلة وضحاها جيء به من أستراليا ليكون محافظاً لذي قار دون أن يدخل في المعترك الانتخابي وقد عانت المحافظة في زمانه من قلة الخدمات وتفشي الفساد وغياب التخطيط السليم ودفع المواطن الثمن نتيجة مثل هكذا قرارات .و قد اعتبر عدد من المثقفين أن تسلم منصب المحافظ لرجل دين متشدد يعد تغييراً لصبغة المحافظة التي عرفت على أنها مدينة الادب والفن والحضارة فضلاً عن كونه سلب لارادة الناخب الذي وضع ثقته بأناس أبعدوا عن هذا المنصب رغم حصولهم على أصوات تؤهلهم لذلك .حيث طالب بعضهم بجمع تواقيع أبناء الناصرية لمنع الناصري من الوصول الى السلطة ،وطالبوه بعدم القبول بهذا المنصب الذي خضع لمزايدات سياسية حتى تمخض عن تعينيه علماً أنه لا يعرف أنه أداري ناجح وميداني ، وان الحكومة الحالية سياسية وليست خدمية ، وتمنوا ان تكون الحكومة خدمية من أجل الارتقاء بواقع المحافظة المخجل ، سيما أن وزارة التخطيط قد وضعت المحافظة في مرتبة ثاني أفقر محافظة في العراق . واليوم أبناء الناصرية على مختلف مستوياتهم من رجال ونساء ، وشيوخ وشباب واطفال ينضمون تظاهراتهم المستمرة تنديداً بتشكيل الحكومة الحالية التي بنيت على المصالح النفعية الشخصية بعيداً كل البعد عن ما يصرح به المنتفعون من أنهم جاءوا لخدمة المدينة وابناءها . فالتظاهرات سوف تستمر وقد تتحول الى اعتصامات الى أن تتحقق اهدافهم بتشكيل حكومة تنظر بعين الاعتبار تقديم الخدمات للمواطنين وليس النظر الى منافعهم الشخصية كما في الحكومة الحالية ليعيدوا الفرحة الى أبناء مدينة الناصرية بعد أن بكوا دماً من تشكيل هذه الحكومة النفعية .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
هدى
2013-07-08
دولة عصابات بكل ماتحمله الكلمه من معاني ودلالات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك