المقالات

إذا كانت كفالة مفتش مليار دينار فكم ستكون كفالة رئيس الوزراء ؟؟


حيدر عباس النداوي

تبدلت لغة الارقام المالية والنقدية"نسبة الى النقود"في العراق تبدلا كبيرا ابتداءا من نهاية القرن الواحد والعشرين وحتى وقتنا الراهن واصبحت مئات الالاف والملايين والمليارات ارقام طبيعية وليست مدهشة كما كان عليه الحال في بداية السبعينات والثمانينات وحتى منتصف التسعينات اما الفترة التي سبقت هذه التواريخ فلم يكن بالامكان تداول مثل هذه الارقام بل انها من المستحيلات الخارقة بدليل ان ثروة نوري سعيد رئيس الوزراء لاكثر من (14) مرة لم تكن تتجاوز مئات الدنانير وعلى اكثر التقادير بضعت الاف من الدنانير العراقية والربيات العثمانية. ورغم تصاعد وتيرة الارقام ووصولها الى مصطلحات جديدة لم تكن معروفة من قبل الا ان اكثرية الشعب العراقي بل ان الاعم الاغلب لا زال يعاني الفقر وتصنيفه تحت خط مستوى المعيشة الطبيعي وبالتالي فان هذه الارقام ليست الصفة السائدة في التعامل بين العراقيين انما بقيت حصرا عند فريق الحكومة خاصة من تدنس بسرقة اموال الشعب العراقي لان هؤلاء هم الشرذمة التي وصلت ثرواتهم الى ارقام مهولة ومرعبة في وقت لازال الكثير يفترش الحزن والالم ويتوسد الدموع والحسرة بسبب الفاقة والمرض والعوز،واقتران المليارات بالسرقة والغش امر حقيقي لانه من المستحيل ان يحصل مفتش عام او وكيل الوزير او حتى من هو بمنصب الوزير على مليارات الدنانير طوال فترة وجوده في الحكومة وهي اربع سنوات من راتبه وتخصيصاته الا اذا قرن هذا الوجود بالغش والاختلاس والسمسرة وبيع وشراء الذمم.وفي حادثة مثل حادثة المفتش العام لوزارة الصحة والقيادي في حزب الدعوة عادل محسن اكثر من علامة تعجب فهذا الرجل عليه عشرات ملفات الفساد المالي والاداري التي تتعلق بعقود شراء الادوية والتجهيزات الطبية وتعيين زوجته بصورة غير شرعية الا ان هذا الرجل بقي طليقا واذا ما تم تضييق الحلقة عليه فان سفره او تهريبه الى خارج العراق امر طبيعي بقرينة اطلاق سراحة من قبل قاضي تحقيق دائرة نزاهة النجف مقابل كفالة مالية مقدارها مليار دينار عراقي اي مليون دولار امريكي وهذا الرقم الكبير جدا ويعني ان التهمة المطلوب فيها محسن تهمة كبيرة وخطيرة وربما تصل ارقامها الى عشرات اضعاف قيمة الكفالة.والسؤال الذي يتبادر الى الذهن هو هل ان قانون المحاكم الجزائية والجنائية ينص على وجود مثل هذه الارقام لكفالة المواطن وهل ان كل المواطنين مشمولين بمثل هذه الفقرة وهل ان هؤلاء بامكانهم احضار من يكفلهم بمثل هذا المبلغ وهل ان عادل محسن بامكانه دفع الكفالة المليار دينار والجواب نعم واذا كان نعم فمن اين جاء الدعوجي محسن بكل هذه الاموال.ان كفالة المليار دينار تعني ان عادل محسن مطلوب بقضايا خطيرة وكبيرة ولو لم يكن كذلك لكانت كفالته مثل كفالة العراقيين ممن هم من الدرجة الثانية والثالثة والتي لا تتجاوز مئات الالاف وبعض الملايين في اوقات اخرى .ان المواطن البسيط في اشد درجات الخوف من احتمالية تعميم هذه الارقام في المحاكم الجزائية والتنفيذية لكن قبل اطلاق الكفالات لديه تسائل مشروع وهو اذا كانت كفالة مفتش عام مليار دينار فكم ستكون كفالة رئيس الحكومة ؟.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك