المقالات

بماذا تذكرك بساطة هذا القروي!!!


حسن الهاشمي

ينقل إن قرويا كان يسير في طريق محاذي للبساتين متوجها إلى بلدته، وفي يده رشمة الحمار الذي كان يتبعه بالسير، وكان قد علق على رقبة الحمار جرسا يقرع بصورة منتظمة تبعا لحركته المنتظمة، وقد شاهده اثنان من المتسولين اللصوص وقررا أن يسرقا حماره، وسارا خلفه ببطيء، أحدهما نزع الرشمة من رقبة الحمار وشدها في رقبته، وجعل يقرع بالجرس كما كان في السابق ويتابع السير خلف القروي، والثاني سرق الحمار وانصرف بعيدا، واستمرت حركة القروي بهذه الحالة فترة من الزمن، حتى وصل على أبواب البلدة. وفجأة عطس السارق الذي انتحل دور الحمار، فالتفت القروي وراءه ليتأكد من مصدر الصوت وإذا بعينه تسقط على السارق، فأبدى تعجبه من مشاهدة إنسان بدلا من حمار، وهذا المنظر أبهته وجعله مدة من الزمن غير قادر على النطق، وأخيرا سأله: من أنت؟! أنا الحمار الذي كنت أنت وما زلت صاحبه، وحكايتي وما آل إليه مصيري كالآتي: إني ولد لإمرأة عجوز، وكنت في غابر الأيام غير بار بها ولا يبدر مني تجاهها غير الأذية والمشاق والمتاعب، وفي يوم من الأيام غضبت مني ودعت علي بالويل والثبور، ومن ذلك الوقت مسخت من هيئة إنسان إلى هيئة حمار، وقضيت شطرا من حياتي على هيئة حمار، واليوم اعتقد إن غضب والدتي قد زال ورضيت عني، ودعت لي بالخير والموفقية، وتبعا لذلك رجعت على هيئتي الأصلية الآدمية كما ترى.القروي قام بتعظيمه وإجلاله وفي معرض كلامه له: أخي العزيز إني أعتذر منك، لأنني ومنذ مدة ليست بالقليلة امتطيتك وركبت عليك وقمت بضربك واهانتك وقد شققت عليك فيا مضى، واليوم بعد تقديم اعتذاري وتأسفي على ما بدر منى سأطلق سراحك وأتمنى أن تقضي أوقاتا ممتعة، وبعد مرور عدة أيام ذهب القروي إلى السوق ليشتري حمارا نشيطا لتمشية أموره اليومية، وإذا به يرى نفس حماره السابق في سوق بيع الحمير، تعجب القروي من ذلك، تقرب من أذن الحمار وقال: ماذا بدر منك من أذية وسوء تصرف تجاه مقام والدتك لكي خرجت بهذه الصورة مجددا!!!...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك