المقالات

مشاكل تبحث عن حلول


مديحة الربيعي

منذ عدة اشهر وبعد استقالة وزير المالية رافع العيساوي, بدأت الحكومة تدرس موضوع سلم الرواتب الجديد, الذي من المفترض ان يقلل الفوارق ويقلص الفجوات في الرواتب التي يتقاضاها موظفي دوائر الدولة, وأن سلم الرواتب الجديد سيراعي مسألة الشهادة ,والخطورة ,وغلاء المعيشة, وأوضح وزير المالية وكالة علي الشكري ان قانون سلم الرواتب الجديد سيعالج جميع الاشكالات التي خلقها سلم الرواتب القديم التي وضعها الحاكم المدني السابق بول بريمر, وأن وزارة المالية قد شكلت لجنة لدراسة موضوع توحيد الرواتب , ووفقا" للسلم الرواتب الجديد سيتم تقسيم الراتب الى ثلاثة اقسام الراتب الاسمي, وغلاء المعيشة, ثم المخصصات, لكن الغريب في الامر لماذا لم يتم تغيير سلم الرواتب طيلة السنوات السابقة ؟وكيف بقي العمل بالنظام الذي وضعه الحاكم المدني بريمر رغم خروج قوات الاحتلال وحصول العراق على السيادة؟ ثم ان هذا القرار ألم يأتي متأخر بعض الشيء؟ ومتى سيتم تنفيذه على ارض الواقع؟ والملاحظ ان اهتمام الحكومة ينصب على مسألة توحيد سلم الرواتب وكأنها المشكلة الوحيدة التي يعاني منها المواطن العراقي , ماذا عن جيوش العاطلين عن العمل وسبل توفير فرص العمل لهم؟ واذا حصلت المعجزة وتوفرت فرص عمل ماذا بشأن المحسوبيات والفساد الإداري التي تشوب عملية التعيين في دوائر الدولة؟ ماذا اعدت الحكومة من خطط لتحسين قانون الرعاية الاجتماعية للأرامل والمطلقات في العراق؟ وهل درست سبل تحسين الواقع المعيشي لهذه الشريحة الكبيرة في العراق اذ بلغ عدد الارامل في العراق مايقارب اربعة ملايين ارملة هذا عدا اعداد المطلقات, وماهي خطط الحكومة لتحسين اوضاع المتقاعدين ومسألة الرواتب الهزيلة التي يتقاضاها المتقاعد في ضل غلاء المعيشة التي تتحدث عنه الحكومة ؟ وكيف يتمكن من مواجهة متطلبات الحياة في ظل ارتفاع الاسعار وقلة الرواتب؟ كل هذه الاسئلة من المفترض ان تفكر فيها الحكومة وتسعى لتحسين حياة شرائح أخرى ضمن المجتمع العراقي, أذ انها وفق هذه السياق تتعامل بمنطق مواطن من الدرجة الاولى ومواطن من الدرجة , وهي بهذا تحل جزءا" من المشكلة وتعالج موضوعا" يهم شريحة معينة وتهمل مشاكل الشرائح الاخرى, وتعامل اصحابها وكأنهم ليسوا من أبناء هذا البلد .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك