المقالات

أمنيات على أنقاض الألم


( بقلم : زينب الشمري (عضوة في بنت الرافدين) / بابل )

ليتنا ننسى كلمة (ألم) .. ننسى حروفها بأسرها .. ننسى دمعة طفل عراقي سالت على خديه لفقد أبيه أو امه أو اخيه.

ليتنا ننسى صرخة أم عراقية فقدت عزيزها وفلذة كبدها .. ننسى كل لحظة انفجار تمخض عنه تطاير اجساد متقطعة تنزف دماً تساقطت على رمضاء بلاد النهرين .. ننسى عويل طفل عراقي اختطف من حضن امه وهو يصرخ وينادي (أمي .. أمي؟!) .. ننسى كل دمار حصل في سوق للخضار يجلس فيه باعة ببسطياتهم لا هم لهم سوى الحصول على لقمة عيش شريفة تسد رمق صغارهم .. ليتنا ننسى كيف ذهب انفجار غادر بتاريخ الأدب العراقي في شارع المتنبي.

ليتنا لم نجعل الألم يعشعش في صدورنا ويغرز في حنايانا انيابه الحادة .. ولم نحصن انفسنا عن ان تكون مترعاً لهذا المتطفل البغيض.

ليتنا استنفذنا من روحنا مناعة تكون كالحصن المنيع لمواجهة الاعاصير الهائجة التي تلف بالعراق .. نتمنى ان تختفي تلك الكلمة من قاموس حياتنا فلا نعود ونجد معناها الذي نرفضه قسراً على انفسنا.

ليتنا نغفو على حلم جميل فنصحو عازمين على تحقيقه .. جادين في المضي فيه راسمين البسمة الصادقة المنبثقة في الاعماق لا المرسومة كرهاً على الشفاه .. تكسر القيد وتمزق ظلال العذاب لكي ننطلق في حياتنا بلا قيد اسمه الألم ولا سراب يصوره الألم وبلا عذاب يرسمه الألم .. لنرسم طريقاً ممهداً بالنور معبداً بالهدى .. ونفرش جوانبه زهوراً من الأمل يكاد عبقها ينفذ الى الاعماق فيمسح عن حياتنا كل ظل داكن ..

آه يا كلمة (ألم) كم قسوت علينا فأخذت من انفسنا مأخذاً كبيراً وجعلتينا مسجونين عندك مقيدين بأغلالك مكتفين بحبالك .. حتى ادركنا اننا نسينا معنى الحياة ومعنى الصداقة والمحبة والألفة .. فتولدت فينا العزلة والكآبة والتوتر النفسي.

كل كلمة من هذه الكلمات يرددها على الشفتين كل عراقي بريء ليفر بها نحو بر الأمان ليخرج من اسره ومن دوامة الألم الذي يتصارع معها  للخروج بها الى صفاء النور وعذوبة السماء ..

فما اسعد الروح وهي تنفض عنها آلامها .. وما أحلاها وهي تشرق على عالم خالد كخلود الازل كله رفعة وسمواً وجلالاً. وما أروعها وهي تبني على انقاض آلامها قلعة للايمان لا تدكّ اسوارها مهما عذل الزمان.

 لك الحمد ان البلايا عطاء * * * وان المصيبات بعض الكرم

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك