المقالات

بطولة كأس التفجيرات !


علي جاسم

منذ منتصف شهر حزيران الحالي، وسكان القارات الستة في الكرة الارضية، بل حتى السابعة وهي القارة القطبية، حرصوا حرصا شديدا على متابعة المهارات الكروية واللقطات الفنية المعبرة في مباريات بطولة كأس القارات المقامة حاليا في البرازيل، وهذا الحرص وهذه المتابعة بالتأكيد لم يتأتى من صدور أوامر عرفية من قبل رئيسة البرازيل باعتبارها الحاكم المطلق في الأرض!، ولم ينفذه (السادة المشاهدون) تحقيقا لمصالح حزبية فئوية!، ولم تكن المحاصصة الطائفية في العراق حاضرة في لعبة افتتاح البطولة لتأخذ توجيهات حفل الافتتاح من مرجعية الحفل الختامي السياسية والدينية وأجنداتها الخارجية ومخابراتها الكهروفضائية!.سبعة مليارات مواطن في أرجاء المعمورة كانوا يضعون أيديهم على قلوبهم التي تدق بقلق وترقب، وتتسع عيونهم وتكبر، عند كل مساء خلال الأسبوعين الماضيين قبل أي مباراة وحتى موعد انتهائها، وهم يشجعون ويؤيدون هذا الفرق أو ذاك، بوسائل وطرائق جميلة ومعبرة على الاغلب، وربما غريبة وطريفة في أحيان اخرى، لكنها تتفق جميعها في هدفها الواحد و(مشهدها الرياضي) بعيدا عن لعبة الاخفاقات السياسية اليومية أو الانسحابات المتكررة من القبة البرلمانية أو المناوشات والصراعات الاعلامية، حتى ليبدو وكأن هؤلاء المشجعين هم اخوة يتمازحون فيما بينهم دون وجود أو تأثير أي خلافات أثنية أو اختلافات عرقية أو ألوان قزح البشرة الادمية، بل أن الملفت في هذه البطولة أن كل قارة يمثلها فريق واحد بمعنى ان دول القارة بأسرها تشكل صفا واحدا لمساندة فريق قارتها، وربما يكون هناك مناصرون لفريق قارة اخرى بعيدة عن اراضيهم ووطنهم، وهي مناصرة لا تتجاوز حدود الاعجاب والحب تجاه اللعب الجميل والممتع، أي لم يتم فيها دفع الرشى والهدايا لشراء ذممها!.هذا الحال نجده أينما رحلنا وحللنا، إلا عند الارض العربية الصحراوية ذات الالوان الرمادية القاحلة، التي جعلت قلوب بعض (الاعراب) قاحلة جدباء لا يرويها علم ولا نور، وبقيت عقولهم متحجرة صماء لا تفقه ولا تدرك، وربما كان هذا السبب الحقيقي في غيابهم المستمر والمتواصل ــ إلا من بعض الصدف وفلتات الزمان ــ عن هكذا بطولات كروية ذات ذائقة رياضية، فلم يجد بعض أعراب البادية بدا إلا أن يرسلوا غربانها السوداء لتفجير ملاعب كرة القدم الشعبية في العراق، وكأنهم ينتقمون من البرازيل لاحتضانها عشاق الكرة المستديرة على اعتبار ان الكرة ما دامت دائرية فهي محرمة، فجاء الانتقام بتفخيخ أتربة هذه الملاعب وتفجير كرات الشباب الصغار الذين يمارسون هوايتهم المحببة إلى نفوسهم، لدرجة ان هذه التفجيرات لم تحدث مرة واحدة بل تكررت عدة مرات وكأن منفذوها كانوا يصرون على إعلام جميع البشر بأنهم "ليسوا من البشر" !، فلم تكن الكرة "مالكية" !، ولم يكن الملعب الشعبي تابعا الى "وزارة الدفاع الأمريكية" !، ولا حتى كانت المباراة مقامة بين "شياطين اليهود" و"الملعونين في هذه الأرض"!، مما أربك الحسابات المخابراتية الدولية وأدهش جميع العقول الواعية عن السبب الحقيقي لاستهداف هذه الملاعب الشعبية.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك