المقالات

ما غزر ملحنا !!!


عبد الكاظم حسن الجابري

ضرب اهلنا في العراق المثل بالملح الموجود بالطعام عند اكرامهم لشخص ما مثلا في الفضل والاحسان وكيف ان من يرد هذا الاحسان يقال عنه "غزر بيه الملح " اي اثر فيه الفضل واعاد بالإحسان احسانا .وصار هذا الشعار مثالا تشبيهيا لكل صنائع المعروف سواء معروف كلامي او فعلي او موقف , وصار رد الجميل وشكر هذا الفضل واجبا على من يُحْسَنْ إليه . وعلى جميع الاصعدة الحياتية سواء في الامور الاجتماعية او الاقتصادية او العلمية وحتى السياسية .كذلك فان شكر الاحسان والإِفْضال له مدلولات شرعية وقد نصت عليه الكثير من الايات القرآنية والاحاديث الشريفة فذكر القران الكريم رد الاحسان وقال " وهل جزاء الاحسان الا الاحسان " وفي الخبر المروي في الأثر بالمعنى لا بالنص " ثلاث ذنوب يعاقب الله عليهن في الدنيا قبل الاخرة : عقوق الوالدين والبغي على الناس وكفر الاحسان" . وقد عد العلماء ان كفر الاحسان هو من الذنوب الكبيرة .ومما لاشك فيه وفي حياتنا السياسية ما للمجلس الاعلى وشخص السيد عمار الحكيم من دور الاحسان في حفظ العملية السياسية والجميل الذي اسدوه لائتلاف دولة القانون عموما ولدولة رئيس الوزراء نوري المالكي خصوصا , فبعد ان كان ائتلاف القوى (التحالف الكردستاني , التيار الصدري , القائمة العراقية ) في اربيل يعد العدة لسحب الثقة من رئيس الوزراء وهذا التحالف ارسل بخاطبات ودية ووردية يغازل فيها قيادات المجلس الاعلى لكي ينضم اعضاءه البرلمانيون لائتلاف اربيل على ان تسلم رئاسة الوزراء لشخصية من المجلس الاسلامي .ولكن رفض السيد عمار الحكيم وتياره هذا التودد واصر على البقاء على الحكومة الحالية واجراء الاصلاحات بتعاون الجميع وكان طرح ورؤية المجلس الاعلى في هذا الاتجاه هو ان البديل مجهول , فكم يحتاج لتغيير الحكومة واجراء التعديلات الادارية وما الى ذلك من مستلزمات لإنجاح مشروع سحب الثقة .وعودا على بدء يبدو ان هذا الصنيع من الجميل والمعروف لم يدخل صداه الى نفوس قيادات ائتلاف دولة القانون الذين راق لهم الحكم والسلطان ولذته , فها هم وبعد انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة وقبل تشكيل مجالس المحافظات نراهم عاهدوا تيار شهيد المحراب بالكف اليمنى لكنهم نكثوا في اليسرى واحرجوا المجلس الاعلى جدا في هذه المرحلة فصار بين فكين بين اعلان الحرب الاعلامية ضد دولة القانون وهذا ليس من اخلاق تيار شهيد المحراب لكي لا يعطي ثغرة للمتربصين والمتصيدين في الماء العكر وبين المضي قدما في تشكيل مجالس المحافظات لتقديم الخدمات للمواطنين .لقد اختار تيار شهيد المحراب الصمت والمضي قدما في عملية البناء رغم المرارة والالم الذي سببه نكث الاخوة لوعودهم , ولو بقي الامر على هذا الحال لكفى لكن يبدو ان بعض قيادات دولة القانون استخدمت اساليب لا اخلاقية بعيدة عن كل مهنية او انسانيه وبعيدة عن الحكمة والمنطق وبدأوا بالإساءة لتيار شهيد المحراب والى شخص السيد عمار الحكيم وصَوَروا الحال وكان السيد عمار الحكيم هو من نقض الميثاق واستخدموا لذلك التسقيط ماكنة من الاقلام المأجورة وفضائيات السلطة التي صارت كوعاظ السلاطين الذين يأتمرون بفتاوى القائد الضرورة .للأسف لم يدر في خلد قيادات دولة القانون ان يردوا الجميل لآل الحكيم ومواقفهم الوطنية النبيلة بل اصبح همهم الاكبر والشغل الشاغل لهم هو كيفية تسقيط تيار شهيد المحراب كونه يعد المنافس الاقوى والتيار الاقدر على جمع القاعدة الجماهيرية وذلك لارتباطه الوثيق بالمجتمع وما نتائج انتخابات مجالس المحافظات وتصدر كتلة المواطن الممثل الشرعي لتيار شهيد المحراب للانتخابات لهو خير دليل على ذلك .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك