المقالات

العراق خرج ... والشعب لم يخرج


الحاج هادي العكيلي

بعد أن صوت مجلس الامن الدولي على رفع العراق من طائلة البند السابع وتحويله الى البند السادس ، العراقيون جميعاً فرحين جداً بتخلص بلادهم من هذا البند ، الذي عان منه العراق على مدى 23 عاماً من العقوبات التي فرضت عليه بسبب المغامرات الطائشة للنظام البعثي الصدامي المقبور بجتياحه للكويت عام 1990 ومنذ ذلك الحين والعراق يرزخ تحت طائلة البند السابع ويدفع ثمنه الشعب العراقي من أمواله .لم يأتي هذا الانتصار الا بعد جهود حثيثة ولقاءات مكثفة أجرتها الاطراف الحكومية والوطنية العراقية وعلى رأسهم سماحة السيد المغفور له السيد عبدالعزيز الحكيم ( رحمه الله ) الذي حمل هموم العراق بين جنبيه وسفره الى الولايات المتحدة الامريكية ولقاءه الرئيس الامريكي وشخصيات من الكونكرس الامريكي واعضاء مجلس الامن الدولي الدائمين ومنذ ذلك الحين والاتصالات مستمرة مع الجانب الكويتي للتوصل الى حلول تساهم في رفع الغبن والظلم الذي تعرض له الشعب العراقي من جراء سياسة النظام البعثي الصدامي المقبور . فقد تم التوقيع على مجموعة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مهدت الارضية للتوصل لخروج العراق من طائلة العقوبات الدولية ومن طائلة البند السابع ليعزز وجوده في المحافل الدولية والاقليمية وأخذ دوره الريادي في تدعيم أسس القانون الدولي واسس حقوق الانسان والعيش في أمن وأمان ، واستكمال سيادته الاقتصادية وانعاش أقتصاده وتعزيز موارده وتهيئة المناخ المناسب لدخول الشركات الاستثمارية الاجنبية التي من شأنها أن تساهم مساهمة فعالة في دعم الاعمار والبناء ، وكذلك يؤدي الى رفع الحجز عن الأموال العراقية المجمدة والمودعة في صندوق تنمية العراق مما يؤدي الى رفع قيمة العملة العراقية في الاسواق العالمية .أن خروج العراق من تحت طائلة البند السابع يعني خروج العراق من دائرة القيود الى دائرة الحريات ، وأي حريات والشعب العراقي الى هذه الساعة يئن من أرهاب البعث الصدامي المقبور بالاعتقالات والتصفيات والقتل الجماعي سابقاً واليوم تحت أرهاب المفخخات والعبوات الناسفة وكاتمات الصوت في الشوارع والاسواق والمؤسسات ودور المواطنين بتهاون مع الارهابين ومطالبة بأطلاق سراحهم باصدار قانون العفو العام وارجاع البعثيين القتلة الى دوائرهم بحجة المصالخة الوطنية ، مما يؤدي الى بقاء الشعب العراقي تحت طائلة بند الارهاب البعثي والقاعدة . وتستمر القيود على الشعب العراقي تحت طائلة بند البطاقة التموينية المفقودة للمواد الغذائية منذ أن فرض الحصار على الشعب العراقي الى يومنا هذا لتصبح ورقة يطالب بها المواطن عند مراجعته الدوائر الحكومية ونادراً ما يحصل على بعض المواد الغذائية المحصورة بأربع مواد في كل شهرين أو أكثر مرة واحدة .فالعراق رفع عنه البند السابع ولكن الشعب لم يرفع عنه بند البطاقة التموينية بزيادة عدد المواد الغذائية المجهزة وتحسين نوعيتها وتوفيرها كل شهر وأبعادها عن الفساد الذي نهش جسم الدولة العراقية فأصبح من الاورام السرطانية دون أخذ العلاجات للازمة لمعالجة الفساد والمفسدين الذين نهبوا ثروة الشعب العراقي المسكين وهربوها الى خارج البلد وهربوا دون أي عقاب قانوني يطالهم ، فقد بقي الفساد جاثم على صدور الشعب العراقي دون أتخاذ أجراءات تحاول خروج الشعب من بند الفساد . وتستمر معاناة الشعب في الكهرباء وتجهيزها وكثرة ساعات الانقطاع وقلة ساعات التجهيز وهدر مليارات الدولارات دون النظر في الافق القريب في تحسنها وخروجها من بند الانقطاعات كما خرج العراق من بند العقوبات الدولية ليبقى الشعب يتقلى بحرارة الصيف اللاهب ( ألكم الله يا شعب ) عسى أن يخرجكم من بند الكهرباء كما خرج النبي يونس من بطن الحوت . وها هي الاحياء العشوائية ودور الصفيح تنتشر على مساحات واسعة من أرض بلادي في جميع المحافظات العراقية لذا ينظر المواطن العراقي الى خروجه من طائلة بند الاحياء العشوائية ودور الصفيح ليرى نور البناء النظامي واعطاءه استحقاقه كونه عراقي له حقوق ويريد أن يعيش في سكن مريح يأمن له مستقبل وللاطفاله حاله حال الشعوب العالم مع توفير فرصة عمل لجميع العاطلين عن العمل للقضاء على البطالة وخروج شبابنا من طائلة بند البطالة لتكتمل الفرحة وتصبح الفرحة فرحتين ، فرحة خروج العراق من البند السابع وفرحة خروج الشعب العراقي من طائلة بنود الارهاب والحصة التموينية والفساد والكهرباء والسكن والبطالة .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك