المقالات

نظارات المستشارين السوداء


واثق الجابري

السياسة الخاطئة الاستحواذية وضعف تنفيذ مطالب الجماهير الفقيرة المحرومة والفساد والأزمات , وإنفلات أمني وتعدد مواقع القرار وتأخير تشريع قانون الأحزاب وعدم ترسيخ الوعي الانتخابي والديمقراطية ادت إلى التراجع الجماهيري وأبتعادها عن تحمل المسؤولية وفقدان ثقتها حتى بالعملية السياسية, الملايين التي لم تشارك وأدارت ظهرها للعملية الانتخابية , تدق ناقوس الخطر وترفع البطاقة الحمراء والحكومة واجبها ان تتسأل عن السبب وتدفعهم للوطنية .مهمشين في وطنهم لم تصدق لهم الوعود والعهود التي أطلقتها القوى صاحبة القرار, وصوت الاستعلاء والتكابر الذي أطلقها المستشارين بالفوز الانتخابي الساحق والتكهن والقول (سوف ترون النتائج الكبيرة والفوز الساحق)!! والحقائق لم تكن كذلك وظهر التعثر وخسارات كبيرة في المقاعد وأصوات الناخبين، اعتقدوا ان المواطن يرتدي النظارات السوداء مقيد التفكير , لكنه دقق و توصل وأوصل الى النتائج الهزيلة لقوى تمتلك الأمكانيات الحكومية وأستخدام الخطابات الطائفية والوعود ولم يعد يصدق . ائتلاف دولة القانون لايستطيع تشكيل حكومات المحافظات لوحده دون الآخرين إلا التحالف! و نتائج حزب الدعوة اقل بكثير ممن معه في الأئتلاف أو التحالف الوطني و فشل في بعض المحافظات من الحصول على مقعد واحد مما يجعله غير قادر على فرض ما يريده كما السابق، لذلك هرع للتحالف مع القوى الصغيرة كي يقفز كالسابق على منصة رئيس الوزراء في الأنتخابات النيابية القادمة،القوى تدرك تلك الوعود الهلامية والغايات ,وظهرت نبرة جديدة للمستشارين والمقربين وبدلاً من دراسة أسباب الفشل التي لازمتهم فهم يعزون ذلك الى نظام "سانت ليغو "الذي منعهم من إستغلال أصوات القوائم الصغيرة ، ولهذا دفعوا لإلغاء هذا النظام والمطالبة بنظام القائمة المغلقة الذي يؤهل القوائم الكبيرة الاستيلاء على الأصوات الأنتخابية دون حق قانوني لضمان وصول ما تختارهم القائمة على حساب أرادة الناخب , الجائع والفقير والعاطل والمحروم والمتقاعد والأرامل والأيتام والباحثين عن لقمة عيش ودار للسكن وخدمة محترمة لا يصدقون , كيف يشعر بالمواطنة وفي ايّ لحظة تطارده التفجيرات والاغتيالات والإتاوات والضغوط والتهجير,ويرى فشل الحكومة في أكثر المجالات واعتمادها على خلق المشاكل والخلافات ,كيف يشارك و الفساد المالي والإداري في المحافظات الجنوبية والوسط والعاصمة بغداد! كيف يمكن أعادة الثقة و الخدمات بائسة ؟ لا تنفع الخطابات الانشائية ولا استغلال العواطف الطائفية والتحريضية والإساءة للمواطنة و الطائفية بديلها ، وأن الشعب العراقي متعايش منذ آلاف السنين؟ دولة القانون بمستشاريها تحركوا لإيقاف تحالفه مع الحكيم , معتقدين ان التحالف سيقوي المجلس الاعلى وهم خصوم حقيقيين في البرلمان ومنافس قوي على رئاسة الوزراء , وفشلت المحاولات بالتحالف لم يكتب لها النجاح , و في بغداد لم يرضى ائتلاف القانون الاّ منصب المحافظ ولذلك لم يشارك , ودخول متحدون دليل على الشراكة الحقيقية واشراك الجميع في الحكم , خلافات داخل حزب الدعوة للنتائج والمناصب ولم يحصل الاّ على رئاسة مجلس محافظة البصرة وكربلاء محافظ مقرب منهم فقط, وأعترفوا أنهم الخاسر الاكبر في الانتخابات ,وكذلك خلافات مع القوى في داخل ائتلاف القانون للتنافس والشعور بالغبن , درس بليغ من النتائج وإن الشعب العراقي لن يسمح بالأستمرار في مهزلة الوعود ,و الحلول تأتي من خلال تحقيق المطالب الوطنية والابتعاد عن الهيمنة والاستئثار والإيمان بأنه صاحب الحق وليس التحالفات أو الأحزاب أو السياسة الطائفية التي تؤدي إلى الأقتتال والتفرقة بدلاً من التعاون والوحدة الوطنية , وتعزيز المشتركات والخدمة التي تفتقدها المحافظات .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك