المقالات

كراسي مؤطرة ونفوس متجبرة


مديحة الربيعي

أول ما يلفت انتباه المواطن العراقي في احاديث المسؤولين الحديث عن مبدأ الشراكة الوطنية والأيمان بضرورة الالتزام بمبدأ الحوار وأشراك الاطراف الأخرى بصنع القرار السياسي , والجلوس على كراسي مؤطرة ومطلية باللون الذهبي لتمثل احد مظاهر الثراء التي على ما يبدو ان الاخ المسؤول قد نسي ان المواطن هو من اوصله لهذا الكرسي وهو صاحب الفضل الأول والاخير في جلوسه عليه , وأنه يجلس عليه اليوم لكنه لن يدوم له للأبد فدوام الحال من المحال, من يستمع للمسؤول وهو يسترسل في حديثه هذا يشعر بالذهول وكأنه يستمع لحديث يتعلق بأحدى البلدان الأوروبية بما فيها من ديمقراطية واحترام التنوع في الاحزاب والعمل بمنطق احترام الاخر وان مصلحة الوطن والمواطن قبل كل شيء, لكن ما ان ينتقل الامر من الكلام الى التطبيق سرعان ماتتغير الرؤى والطروحات وتختفي الشعارات الرنانة ويبدأ سباق المصالح والبحث عن الغنائم , فتصبح المصالح فوق الجميع , ومصلحة المسؤول قبل كل شيء فتغيب لغة المبادئ وتسود لغة المصالح والدسائس وتحاك المؤامرات في دهاليز السياسة المظلمة وتتغير لغة الحوار فيكون الشغل الشاغل للباحثين عن المناصب تهميش الاطراف الأخرى التي حظيت بقبول الشارع و حازت على نسبة من اصوات الناس, وتسقط الاقنعة فتظهر الوجوه الحقيقية لدعاة الديمقراطية والشراكة الوطنية , فحقيقتهم تدل على انهم ليسوا اكثر من تجار باحثين عن الربح على حساب اي شئ وكل شئ, من مبادئ وقيم والتزامات وحقوق الناس ومصالح البلد ,فالمهم هو الحصول على اكبر قدر من المناصب والسعي لتهميش الكتل الاخرى والغاء دورها وتضييق الخناق عليها بحكم الصلاحيات والامكانيات المتوفرة وفق مقولة البقاء للأقوى طبقا" لقانون الغاب حيث تسود القوة وتلغي الفكر والالتزام بالمبادئ نسي من يعمل بهذا المبدأ مقولة لو دامت لغيرك ما وصلت اليك وأن اصحاب النفوس المتجبرة والعقول المتحجرة التي لا تؤمن الا بلغة القوة والتفرد ,ممن يجلسون على الكراسي, ويحثون الخطى على طريق الدكتاتورية لن يكون لهم وجود للأبد فعروش السياسة لن تحتفظ بأصحابها طويلا", وان البقاء ليس للأقوى في عالم البشر , لكن البقاء للأصلح ولمن يضع نصب عينيه مصلحة الناس اولا"

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك