المقالات

المونديال .. كفر وإلحاد!!


وسام الجابري

بينما كان السلطان العثماني محمد الفاتح على أسوار القسطنطينية (بيزنطة) يدكها مع جيشه بالقنابل والمنجنيق، و يحاولون تسلق أسوارها العالية من أجل الدخول اليها، كان الرهبان وعلماء بيزنطة في الكنيسة الكبيرة، يتجادلون فيما بينهم عن مسألة ما إذا كانت الملائكة ذكورا أم إناثا ، وحول من وجد قبل الأخرى الدجاجة أم البيضة ؟! فكان هذا الجدل العقيم أحد أسباب سقوط بيزنطة ! فشاعت حينذاك المفردة " جدل بيزنطي " واصبحت بعدها مضرباً للامثال التي تضرب وياليتها تقاس,ولعل اكثر ما اهتم به علماء الاستراتيج في بداية اي مشروع , توفير التخطيط واعتبروه جزء كبير من النجاح فقالوا ان " الفشل في التخطيط يقود الى التخطيط في الفشل " وأكثر ما يتبادر الى الذهن حين نقرا مثل العبارة السابقة والمثل الذي كان مفتاحا لموضوعنا , هو حديث الملاعب عن أهلية اتحاد الكرة العراقي بأدارتها , ومدى وضعهم خطط استراتيجية لتحقيق النجاح للمبتغى ,منذ العام 2007 حيث حصول منتخبنا الوطني على بطولة كأس اسيا والى يومنا هذا والمصائب الكروية تنزل قطرات على رؤوسنا , حتى صارت افراح الجماهير العراقية بكسب اي مباراة نهائية حلم اليقضة ,لا ارغب بتوجيه الاتهامات لاتحاد الكرة ولا اود التعريف بنجاح ناجح حمود او فشله , فالرجل لا اشك باخلاصه لمنصبه وكل مسؤول يتمنى ان يكتب له النجاح في مشواره , ولكن ما احاول الاشارة اليه اننا لم نطلع من اتحاد الكرة على جملة امور اهمها التخطيط ووضع هدف يكون نصب اعين اعضاءه , فالمنطقي ان الاتحاد السابق عندما ختم مشواره بانجاز بطل اسيا , فعلى الاتحاد الذي تبعه ان يضع الوصول الى المونديال في اولى اولوياته ,والمعلوم ومن خلال التجربة السابقة لمنتخبنا الوطني رأينا ان المدرسة البرازيلية هي انسب المدارس التي تقود الكرة في العراق , وما اثمر عن تعاقدنا مع فييرا خير دليل وكذلك اخر مدربي منتخبنا زيكو الذي بذل جهدا لاباس به ولكن امور ادارية حالت دون مواصلته , عقدة المدرب تضاف ايضا الى الامور التي اخفق فيها اتحادنا , سيما وان الاستقرار التدريبي عامل اساسي لضمان نتائج ايجابية ,لا نبخل على اتحادنا الذي نتمنى له النجاح , انه قدم ما بوسعه لانقاذ الكرة العراقية من تراجعها لكنه مازال يرواح في نفس مكانه بحثا عن انجاز يطرز السجلات الخاوية , ولايسعفنا الوقت للدخول في جدل بيزنطي لنستفيق من جدالنا لنرى اننا في التصنيف الاول لمؤخرة الفرق. المرة اليتيمة التي تأهلنا فيها للمونديال كانت في المكسيك وبعدها اعلنا التوبة عن فعلتنا هذه وكأنها كفر والحاد .الاتحاد واللاعبين والمدرب والجميع بما فيهم الصحافة عناصر احدهم يكمل الاخر ليكون لدينا منتخب قادر على الوصول لكاس العالم لمرات وليس لمرة واحدة.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك