المقالات

مجرد ثرثره...من غير قصد!!!


حمودي جمال الدين

انا كغيري من العراقين ممن يتعكزون الان على الخريف الاخير من اعمارهم ,عاصرنا انظمة وحكومات واحزاب وحكام, طيلة السنين التي خلت من اعمارنا, كنا فيها جسورا يعبروا من فوقنا هؤلاء القاده لايصال ماينوءون بحمله من بضاعة بغية تصريفها للاستهلاك المحلي, لحين ما ياخذ الدهر امانته بالقصاص العادل وهي الميزة الغالبه لكل الحكومات التي تعاقبت لقيادة هذا البلد. وكأن الله فيها يريد ان يثار لشعب مغلوب على امره ,حاول عتاة قومه ان يستغفلوه ويجعلوا منه مطية لتمرير بضاعتهم الغثة السقيمه ,وبعد رحيلهم الغير ماسوف عليه ينكشف زيف ادعاءاتهم, وكل ما حوته سلالهم من كذب ودجل ورياء ,فلا ديمقراطية ولا حرية ولا عدل ولا مساواة ولا قانون ,وفوق كل ذلك ظل الشعب العراقي يقتات شظف العيش بذل وهوان تحت رحمة حكامه ومتجبريه (الا من لفه ذيل الحاكم وحاشيته) .فلم يتبقى لنا من حطام الدنيا وما خلفه في نفوسنا من اعتلو صهوات المجد غير هذه المآثر السيئه التي جمعناها عن سماتهم الشخصيه التي تميزت بالدكتاتوريه والتفرد والاستبداد. من المقومات الرئيسية التي يتميز بها الدكتاتور او الحاكم المستبد والتي تتمركز حولها شخصيته وتبلور سلوكه وانماط تصرفه. التفرد بالقرار وعدم احترام الرأي واالراي الاخر او الا عتراف بوجود انداد او نظراء له .مراوغ كثير اللف والدوران , اناني بطبعه لا يحب ولا يعتد الا بنفسه . متعالي مغرور لا يرى الكون الا من خلال خرم نافذته .لا يعترف بالخطئ مهما عظم ارتكابه له . ويبرراخطائه ويدافع عنها بمختلف السبل والاحابيل .كثير الشك بمن حوله ولا يعطي ثقته لاحد مهما كبر وعظمت منزلته .لا يعترف بالخساره مهما عظمت بل يراها بنظره مكسبا وربحا, والهزيمة نصرا و ظفرا وانتصارا .الهيمنه والتسلط والعدائيه للاخرين .طاغيه متنمر يخضع الناس لا اوامره بروح العنف والاكراه .نرجسي متعالي متغطرس يضمر العداء بداخله عكس مايظهر .لا يصدق ولا يثق بكل ما يقال الا بما توحيه له حواسه .متلون جبان متقلب الرأي حسب الظرف ومدى قوته وضغطه عليه .مزاجي لايقف على راي او يثبت على قرار .مزهو بنفسه وينظر للاخرين بنظرة دونيه مهما كانت منزلتهم وثقافتهم .يكثر من ارتجال الخطب والكلمات بدون وعي او تفكير لانه يرى الناس امامه صغارا بلا وعي او مستوى فكري يضاهي فهمه وعبقريته.كذاب دجال سريعا ما يتملص من كل العهود والمواثيق التي يبرمها او يمنحها .نفعي مصلحي يستغل الاخرين ليجعل منهم جسرا للعبور لتمرير مأربه وغاياته .لايسمع لا يقرا لا يرى يصك على كل حواسه ومغاليقه فلا ينظر الا لصدى نفسه .حاقد شرير كاره لكل ما من حوله , مغلق الاحساس والضمير ,عديم المرؤئه والنخوه.متعجرف خشن الطباع قاسي القلب.يعطي لشخصه هاله من القداسه والعظمة الدينيه ويشارك الرب في قدرته وصفاته فتسول له هذه الميزه على انه الهادي والمبلغ لتعاليم الله وهو المختار بالضروره والعنايه الالاهيه وما على الناس الا اطاعته اطاعة مطلقه عمياء في الاهتداء بتعاليمه وتبليغاته لانه المخلوق المتفضل الذي وجد من اجل انقاذ البشر من الرجس والظلال . وهو دائما وابدا على حق والاخرين على باطل وما عليهم الا تصديقه والتهليل والتصفيق له اينما حل وارتحل,وهو بالتالي يوظف السلطه وكل الاتها القمعيه والسلميه من اجل تمرير نزعته الاستبداديه في القتل والسلب والنهب وتبديد موارد الدوله والتستر على الفاسدين من اعوانه وبطانته .هذه الصفات ليست من وحي الخيال ومن نتاج التفكير وإنما سمات وخصال واقعيه يجدها كل قارئ ومتتبع لسلوكية الطغاة والمستبدين الذين سنحت لهم الظروف لأي اعتبار بحكم بلدانهم ,ويستطيع القارئ الكريم إن يسقطها على هؤلاء الحكام ربما يجدني مقصرا بالا فاضه عن البعض الكثير منها .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك