المقالات

العراق وتحديات الخروج من الفصل السابع ...

358 10:48:00 2013-06-22

سعيد البدري

جاءت الجهود التي بذلت سابقا في ضرورة اخراج العراق من احكام الفصل السابع والوصاية الدولية بثمارها, جهود اقل ما نقول عنها انها كانت جبارة وتطلبت ان تزور العمامة الشيعية بكل رمزيتها مصادر القرار الدولي في امريكا واوربا ناهيك عن الكويت صاحبة العلاقة والارتباط المباشر بموضوع اخراج العراق من هذا الفصل وبالرغم من كل التشويش على هذه العمامة المنتمية لمدرسة الجهاد والكفاح المسلح ضد الدكتاتورية وعلى أي معسكر تحسب ومن هم اعدائها في الداخل والخارج الى ان الجهود اثمرت اخيرا وكشفت عن قيمة التحرك واجوائه فلا يخفى على احد من هو الراحل السيد عبد العزيز الحكيم وكيف ينظر له الغرب والشرق من اعداء وحلفاء وكيف تمكن بغضون سنوات قليلة من عمر التجربة العراقية الوليدة ان يفتح ملفات كثيرة منها اخراج العراق من تحت طائلة الوصاية الدولية التي سببها نظام البعث بكل حماقاته واليوم ونحن نعيش الحدث لابد من القول ان جهود العراق كدولة نجحت وكشفت عن قدرة العراقي على قناع المجتمع الدولي بانه قادر على حل الازمات التي اقام بها النظام الصدامي وخرق فيها المواثيق مما انتقص من امنه وسيادته.فخروج العراق من الفصل السابع والذي يرتبط بشكل مباشر بعملية تصويت في مجلس الامن خلال الايام القليلة المقبلة سيعني ان عليه ان يبدا صفحة جديدة في علاقاته وينفتح على العالم الذي ينظر للبلاد على انها بلاد فرص استثمار واقتصاد وعمل مشترك يضمن مصلحة القادمين اليه كما يضمن مصالح شعبه ويتبقى للوصول الى هذه النقطة تحديدا ان تتفهم القوى السياسية العراقية ان عليها اثبات ولائها للوطن والشعب بقدرتها على معالجة الازمات والمشاكل الداخلية التي افتعلت سابقا بينها من جهة وبين العراق كدولة مع بقية جيرانه والمجتمع الدولي. ان هذا المنجز يعد انتصارا للدولة العراقية على مستوى السياسة الخارجية وهو يؤكد بما لايقبل الشك ان التركيز على المشاكل وحلها عبر حوار جاد وبنية الحل لا التعقيد هو المنهج الذي ينبغي التزامه والذي طالما صرح العقلاء واصحاب الرأي بالتاكيد عليه كما حدث مع الكويت تماما وهذا يجب ان يعمم ليشمل الداخل مع الخارج فاعتماد الحوار هو الحل الاكثر فاعلية مع حالة التنوع التي يعيشها العراق وعليه فالتحدي الاكبر الذي ننتظر كسبه هو الوصول الى توافق ووفاق وطني ينهي تلك المرحلة والشروع بمرحلة جديدة يكون فيها العراق بلدا قويا فاعلا على الساحتين الاقليمية والدولية وهذا لن يكون ممكنا ما لم تنتهي حالات التقاطع الداخلي والاحتراب الحزبي التي نراها طاغية على المشهد بكل تفاصيله بين فترة . ان خروج العراق من الفصل السابع سيكون نهاية لجميع التزامته الدولية التي كانت مكبلة لقيامه بدور مستقل وايجابي دون النظر للتاثيرات الاخرى والتي انتجت سابقا علاقات غير متوازنة مع الدول صاحبة القرار في العالم والمنطقة والتي طالما ابتزت العراق نتيجة وضعه تحت الوصاية وعليه فلابد من مواصلة الجهود والدفع باتجاه استكمال السيادة نهائيا لئلا يستمر ضغط هذا الملف على الدولة مطولا وكما اشرت فأن فترة وجيزة متبقية على التصويت لاخراج العراق من احكام هذا الفصل لاتتعدى اسبوع تقريبا أي في السابع والعشرين من حزيران الجاري وحتى مع وجود بوادر وضوء اخضر من قبل الامين العام للامم المتحدة بان كي مون فأننا نحتاج الى التواصل وحسم الامر لئلا يحدث ما لا نريد قطعا . وحتى نصل الى هذا الموعد فتكرار الشكر للمبادرين من الماضيين وفي مقدمتهم عزيز العراق وفقيده الغالي السيد عبد العزيز الحكيم والى الدبلوماسية العراقية ومفاوضيها والى كل من يهمه ان تتحقق النجاحات لخير البلاد والعباد لانهم جميعا شركاء في صناعة مستقبل مشرق جديد للعراق .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك