المقالات

كوارث تسبب بها ( دولة القانون ) مراجعة سريعة


بقلم الكوفــــــــي

كلما اردنا ان نلملم شتاتنا ونوحد صفوفنا من اجل العراق كل العراق ، نجد دولة القانون يغرد خارج السرب لسبب بسيط وهو الشعور ( بالغرور ) الذي قال عنه الحكام يقتل صاحبه ،

قبيل الانتخابات البرلمانية تحركت الكتل السياسية فيما بينها لتشكيل تحالفات ، ووقتها رفض دولة القانون الدخول بتحالف مع التيار الصدري والمجلس الاعلى علما ان مثل هذا التحالف كان مطلبا جماهريا ناهيك عن مطلب المرجعية الدنية ،

وقتها كانت الحوارات على قدم وساق بين دولة القانون والمجلس الاعلى من اجل تشكيل تحالف يضمن الاغلبية ليجنبنا المحاصصة الوطنية ، بالطبع دولة القانون كان مجبرا بسبب الضغوطات التي مورست عليه من اجل انشاء مثل هذا التحالف والذي ينقذ العملية السياسية برمتها ويسد الابواب بوجه المتربصين ، الا ان دولة القانون وبسب شعوره بالغرور رفض مثل هذا التحالف وهذا ما جاء على لسان المالكي عندما قال وباللهجة الشعبية الدارجة ( خلي كل واحد يعرف حجمه الحقيقي ) ،

اثناء الانتخابات صرح اعضاء دولة القانون ان الفائز بالانتخابات هو من يشكل الحكومة وكان دولة القانون يراهن على انه سيحصد ما لا يقل عن ( 110 ) مقعد وبالتالي جعل لنفسه مسبقا تشكيل الحكومة دون ان يشاركه احدا فيها ،بالطبع جائت النتائج بما لا تشتهي السفن وهذه اول كارثة ارتكبها دولة القانون ، بعد ظهور النتائج وتقدم كتلة العراقية على جميع الكتل ، وعلى ضوء ما صرح به قادة القانون قبل الانتخابات من ان الفائز الاكبر هو من يشكل الحكومة طالبت الكتلة العراقية بتشكيل الحكومة فرفض القانون وقال ان الفائز الاكبر مقصود منها داخل البرلمان وليس بنتائج الانتخابات وادخل العراق في مازق ولو كان متحاف مع المجلس والتيار لما اوقعنا في هذا المازق الخطر ،

هنا اضطر دولة القانون ان يرضخ الى التحالف مجبرا مع الائتلاف الوطني الذي ضم كل من التيار والمجلس من اجل تشكيل الحكومة بعد تجاذبات بينه وبين العراقية ، اقر القضاء ما ذهب اليه التحالف الوطني من ان الفائز الاكبر هو المقصود به داخل البرلمان ، بعد تشكيل التحالف الوطني داخل البرلمان عاود القانون ليثير مشكلة جديدة وطالب بان يكون رئيس الوزراء هو المالكي والقانون يعلم مسبقا ان مرشحه غير مرغوب فيه من اغلب الكتل السياسية ، واجه القانون موجه من الرفض من قبل اغلب الكتل داخل التحالف وخارجه وبسبب تعنت القانون والمالكي تاخر تشكيل الحكومة لاكثر من اربعة اشهر ،

هل التزم المالكي بالتحالف الجديد ام انه ضرب التحالف عرض الحائط واوقعنا في كارثة هي اكبر من الاولى ، بالطبع اوقعنا بكارثة دفعنا بسببها مئات الالاف من الشهداء الابرياء ناهيك عن الويلات الاخرى وذلك عندما ذهب الى اربيل وعقد الاتفاق المشؤوم بمعزل عن حلفائه في التحالف الوطني وقدم رزمة من التنازلات مقابل ان يكون هو رئيس الوزراء وكان في طليعتها رفع الاجتثاث عن المطلك والعاني وغيرهم ممن شملهم قانون اجتثاث البعث اضافة الى التنازلات الاخرى لعلاوي والاكراد ،

هنا ارتكب المالكي كارثة اخرى بعد ان ضمن منصب رئاسة الوزراء وظن ان الوضع بات بيده دون ان يلتفت الى شراسة الاخرين ونقصد بذلك ( الكتلة العراقية ) التي تضم الكثير من البعثيين والارهابيين القادرين على زعزعت الوضع في اي وقت وهم كذلك فعلوا ،

انقلب المالكي وتنصل عن اتفاقية اربيل وهنا حدثت الكارثة الحقيقية حيث ايقن تشكيل القائمة العراقية ان المالكي قد خدعهم فراحوا يتحينون الفرص بالحكومة والشعب العراقي واعتبروا ان مثل هذه الخديعة لايمكن ان تمر مرور الكرام وبالفعل بدأ التحرك بتوجيه خلاياهم الارهابية بقتل اكبر عدد ممكن من العراقيين في تفجيرات متواصلة ودون هوادة ، ثم تنصل المالكي عن تعهداته للاكراد وفتح ابواب جهنم على الحكومة العراقية التي اصبحت مشلولة وغير قادرة بسبب الازمات التي افتعلها المالكي حتى بات يسمى بطل الازمات وكانت النتائج كالاتي ،

خلال هذه الفترة والتي قاربت على الاربع سنوات وهي عمر الحكومة العراقية ماذا جنينا ، مئات الالاف من الشهداء والجرحى ، تعطيل لاغلب وزارات العراق ، انعدام الخدمات في جميع القطاعات ، ازدياد الفساد الاداري والمالي ، ارتفاع في مستوى الفقر ، فقدان الامن في جميع المحافظات ما عدى اقليم كردستان ،هذا مختصر لجملة من الكوارث التي ارتكبها دولة القانون ، هل اكتفى بهذا القدر بالطبع لا وسيبقى على سلوكياته بسبب ( الغرور ) والتعالي واخرها الانتخابات الاخيرة التي جرت في مجالس المحافظات ، كان قد وقع وثيقة شرف مع المجلس الاعلى على ان يتحالف بعد الانتخابات وما ان ظهرت النتائج وتقدم المجلس الاعلى انقلب دولة القانون وانفرط التحالف وذهبت وثيقة الشرف مثل اخواتها من وثائق الشرف .

بقلمالكوفــــــــي

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك