المقالات

شكرا شكرا لك يا بوش


صباح الرسام

بدءا ان امريكا لم تسقط النظام لسواد عيون الشعب بل لاجل مصالحها فتطابق قرار اسقاط النظام مع امنية العراقيين بالخلاص من النظام المستبد واسقاط النظام كشف لنا الكثير من الحقائق ، سنين ودهور ونحن في سبات عميق نعيش مع احلامنا والامال بين الياس وترجي تحقيقها وكنا نعتقد بل ونؤمن بما نشاهد او نسمع او نقرأ فكنا نؤمن ايمانا عميقا بالعناوين والمسميات الاعلامية خصوصا الاجنبية التي نعتبرها حقيقة دامغة ( على نيتنا ) فمثلا عندما نسمع اذاعة مونتكارلو او بي بي سي واشنطن او لندن وكأن الخبر فيها كلام مقدس لا ياتيه الكذب من بين يديه او من خلفه وحتى الذين كانوا يتابعون الفضائيات خارج البلد تجدهم يدافعون عن الفضائيات لانهم يشاهدون الاخبار باعينهم معذورين لانهم ياخذون بالمقولة المشهورة بين الصدق والكذب اربعة اصابع فتنطلي عليهم الفبركة والاكاذيب ايضا الا القليل الذين يمتلكون ثقافة التمييز ويحللون ماهيتها ودوافعها ومن يقف وراء هذه الفضائيات ووسائل الاعلام الشهيرة .وبفضل التغيير بل بالاحرى بفضل بوش انكشفت هذه او تلك المسميات بدءا بالامم المتحدة التي عرفنا انحيازها وعدم استقلاليتها فقد اتضح لنا انها عبارة عن حجة ترفعها امريكا لتنفيذ اهدافها ، كما اتضح لنا ان منظمات حقوق الانسان الدولية غير مستقلة وغيرها من المؤسسات والمنظمات الدولية التي تمتلك شهرة كبيرة لكنها تطبق اجندة اصحاب القرار .كما انكشف لنا ان الاعلام الذي كنا نؤمن به ونصدقه هو سلاح مساند وله تاثير كبير اكثر من تأثير القنابل والصواريخ لانه يشوش العقول ويجعلها مدافعة عن الظلم الذي يقع عليها واتضح ان هذا الاعلام بكافة انواعه غير منصف ويقلب الحقائق حتى شاشات القنوات الفضائية تتلاعب بشكل كبير بالحدث فهي تقلب الحقيقة فتنقي من الاحداث الكبيرة حدث بسيط ويكون عيدا ان كان الحدث مختلفا عن الاحداث الكثيرة المستمرة والمتسلسلة والمتوحدة فتراها تعتم على الاغلب الاعم تعتيما كاملا وتبرز للمشاهد ذلك الحدث وتضخمه رغم بساطته ومخالفته للواقع وهذا هو التلاعب الذي يقلب عقل المتلقي ويجعله بعيدا عن الحقيقة بل مدافعا عن الاكذوبة الفاضحة لانه يرى بعينه هذا الحدث البسيط ولم يرى الاحداث الحقيقية الكبيرة ، ان كان ماتراه العين عبارة عن كذب وفبركة للاحداث فما يكون حال الاعلام المسموع والمقروء ؟ومنظمات حقوق الانسان والعفو الدولية التي تكشف عورتها بالدفاع عن الارهابيين الذي يفجرون ويذبحون الناس الابرياء فهي تدافع عنهم بقوة ولم تدافع عن الضحايا وهذا ما رأيناه عندنا في العراق فهي تطالب بالغاء عقوبة الاعدام بحق الارهابيين وهذا هو الارهاب بعينه لانها تدافع عن الارهاب الذي بطش بالعراقيين مما جعلنا نبهت مندهشين !!! هل هي منظمات تدافع عن حقوق الانسان ام حقوق القتلة المتوحشين ؟؟.ومن كان مغشوشا بهذه المسميات او من يعارض رأينا ها هي الاحداث الجارية في البلدين سوريا والبحرين خير شاهد على مانقول وبمتابعة سريعة لنشرات الاخبار ستكشف له حقيقة النقاق ، فثورة الشعب البحريني ثورة شعبية وطنية تعبر عن شعب باكمله ثار ضد قلة قليلة وهي ثورة سلمية بمعنى الكلمة لانها شعب البحرين لم يشهر السلاح بوجه السلطات ولم يخرب او يفجر البني التحتية بل طالب بحقوقه بتظاهرات سلمية وقابلته السلطة بالحديد والنار فقتلت الكثير واعتقلت الكثير حتى النساء والاطفال وفصلت الاطباء والموظفين من دوائرهم ولم نجد حقوق الانسان الدولية والامم المتحدة ولم نجد من يدافع عنهم من هذه العناوين الكبيرة ولم نرى الوسائل الاعلامية الشهيرة ادت واجبها بمهنية بل تغاطت وعتمت على هذه الثورة التي تعتبر ثورة بيضاء لسلميتها .بينما نجد الاحداث في سوريا مختلفة اختلافا كليا عن البحرين فقد بدأ هذه الاحداث بقتل رجال الامن وضرب البنى التحتية وقتل المدنيين ولم تبدأ بتظاهرة احتجاجية سلمية واحدة بل بدأت باعمال ارهابية وتقودها تنظيمات القاعدة الارهابية ويشارك فيها جنسيات كثيرة وبدعم مالي كبير ، ونرى الامم المتحدة والحكومات التي تدعي الديمقراطية ومنظمات حقوق الانسان تساندهم وتدافع عنهم والاعلام يساندهم مساندة تفوق الخيال فقد تفرغت فضائيات واذاعات وصحف وعملت جاهدة على قلب الحقائق بالفبركة والاكاذيب لاجل اضعاف حكومة سوريا واسقاطها وجعل الشعب يعيش الياس ويفقد الامل .والسبب الذي جعلني اقدم شكري لبوش لانه السبب في ازاحة النظام المستبد وازاحة الغشاء الذي يشوش على نظرنا وبسببه اصبحنا نرى الحقيقة رغم اكاذيب وفبركة الوسائل الاعلامية بامكاننا ان نبحث عن الحقيقة والحصول عليها لانه السبب بخروج العراقيين من العزلة التي كان يفرضها النظام فكان العراق عبارة عن سجن يجعلنا نرى العالم بالمقلوب ، لاننا اكتشفنا ان الامم المتحدة والمنظمات الكبيرة والكثيرة ووسائل الاعلام كلها خاضعة لاصحاب القرار ولا تتمتع باستقلالية لانها تنفذ اجندة مرسومة ولا يهمها الا مصالحها وليذهب الانسان الى الجحيم ، والشكر الكبير لبوش لسبب اننا عرفنا ان اصحاب العروبة المزيفة عملاء لاصحاب القرار وهم اشد عداءا للعراق وشعبه وهمهم الاول والاخير ارضاء اصحاب القرار امريكا واسرائيل .

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك