المقالات

تركيا .. ومآل اللعب بالنار


كريم سعيد

ما يجري في الجارة تركيا من اضطرابات وتظاهرات عنيفة يقوم بها الشباب التركي كانت مفاجئة للعالم بأسره بعد ان كانت هذه الدولة تنعم بالاستقرار والامان ويرتادها السياح من مختلف بلدان العالم .أقول لم تكن هذه الأحداث وليدة الصدفة بقدر ما تعبر عن غليان الشعب التركي وسئمه من السياسة التركية تجاه دول المنطقة وعدم إدراكها لخطورة مواقفها غير المنضبطة والعدائية احيانا كثيرة تجاه هذه الدول الجارة .فنحن نعرف الإساءة الكبيرة التي تعاملت بها الحكومة التركية تجاه العراق والعمل على الوتر الطائفي والمذهبي في العراق بغية تأجيج نار الحرب الطائفية ، وتركيا في هذه الحالة انما تلعب بالنار الا انها كانت تعتقد انها بمنأى عن هذه النار المحرقة حتى وصلتها وبدأت تزحف التظاهرات واعمال الشغب في معظم المدن التركية وخصوصا المدن الرئيسة كاسطنبول وانقرة وازمير وغيرها .كما ان الحكومة التركية لها دور كبير في تأجيج الحرب المدمرة في سوريا من خلال سماحها لآلاف المقاتلين من البلدان الاخرى بالقدوم الى سوريا وتدميرها وقتل ابناءها خصوصا ان هؤلاء المقاتلين يمتلكون خبرة في حرب العصابات ولهم باع طويل في قتل الناس المدنيين والعسكريين على حد سواء وبلا أي مسوغ شرعي او قانوني ، ان مثل هذه التصرفات للحكومة التركية لا يمكن فهمها الا أنها تقوم على أساس طائفي مقيت لا يرتضيه ابناء الشعب التركي ، ومن هنا انطلقت التظاهرات والاحتجاجات على الدور القذر للحكومة التركية تجاه جيرانها ، لكن التاريخ لا يرحم فنرى تركيا اليوم على كف عفريت وهي تكتوي بمشاهد الخراب والفوضى الذي بدأ من ساحة تقسيم وسيمر سريعا نحو كل أنحاء تركيا ، وقديما قيل " هذا ما جناه أبي علي " ، وهذه هي النتيجة الطبيعية لسياسة اردوغان الذي سوف يرحل بالتاكيد قبل رحيل الزعماء العرب الذين يطالب هو برحيلهم عن الحكم !! .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك