المقالات

تجارة الموت في العراق....يصنعها المجرمون ويستثمرها الفاسدون


صالح المحنّه

ماأسوءها من تجارة بخسة وما اقبح المتاجرين بها ؟ تجارة الموت... تلك التجارة التي أسس لها المنحرفون الأوائل فأتبعهم المجرمون الأواخر...من ذا الذي يفرح بموت إنسان بريء ؟ إلا الذي نزع الله منه صفة الإنسانية وألبسه عار الدنيا وخزي الآخرة ، لايكاد يمر يوم على العراق إلا والدماء تسيل هنا وهناك ..ومناطق الاستهداف الإجرامي...مناطق الموت والألم.. أمّا أن تكون مدرسة أطفال او مسطر عمال أو سوق شعبي يزدحم فيه الباحثون عما يحتاجونه أو زائر لايملك إلا جواز سفره...أو جميعها في آن واحد.... تتكرر المأساة وتتعدد الجرائم وتتمدد لتطال كلَّ ما حرّم الله في وطننا ... قتلٌ للأبرياء وهتكٌ للحرمات وبعناوين طائفية مقصودة من خلال إستهداف مناطقٍ دون أخرى... وهي صناعة بعثية تكفيرية معروفة لايختلف عليها إثنان ...إلاّ إنَّ المستفيدين من هذه الصناعةِ الإجرامية والمستغلين لظروفها والمستثمرين لنتائجها... هم الفاسدون والفاشلون في البلد الذين تعددت مشاربهم ومعتقداتهم وتوجهاتهم وسقطت نفوسهم أسيرةَ نهمهم وحبهم اللامشروع للمال والسلطة...فلكل منهم هدفه الذي يستبطنه والذي يتناسب مع مصلحته الشخصية.. فترى السياسي الذي فشل في تقديم الخدمات وإصلاح ماأوكل إليه من مهامٍ ..يسعده أن لاتسلّط عليه الأضواء وان تنصرف عن فشله ...وخير ماتنصرف إليه هوالشارع المضمّخ بالدماء البريئة ولايعنيه أي دماء..دماء أهله أو فصيلته المهم في الأمر أن يبقى في منأى عن المتابعة وقابض على مابين يديه من حطام أختلسه من بطونٍ غرثى... اما المتهم بالسرقات والأختلاس فلا يختلف عن سابقه فيسرّه أيضاً هذا الصخب الدموي فيسارع في إطلاق التصريحات ويعمل على التصعيد والبكاء على القتلى والدعاء الى الجرحى وإلقاء اللوم على مثيري الطائفية لتنشغل عنه الأجهزة الرقابية بعد أن يعم الإفلات في البلد..أما السياسي الذي يدّعي المعارضة للحكومة وللعملية السياسية يستبشر بالعمليات الإجرامية ليسارع بكيل التهم وإلقاء اللوم على غريمه السياسي الآخر ! ولكم الحكم على مثل هكذا سياسي معارض يفرح بموت الأبرياء إرضاءاً لأنانيته وبغضا لخصمه السياسي الآخر....أما الذين تطاردهم ملفات الفساد بمختلف أشكالها وهم كُثر والحمد لله...كل أولئك يخدمهم التصعيد الطائفي ليزداد منسوب الموت في الفقراء وينخفض معدل الملاحقة القانونية ضدهم ولو الى حين ! فأي نماذج وأي أشكال تلك التي تتاجر بدماء الأطفال واطراف العمال والكسبة التي تتناثر على قارعة الطرق والساحات العامة...أي إبتلاء وأي زمنٍ رديء هذا الذي يعيشه أبناء الرافدين ؟ وحدهم الفقراء يلاقون الموت بصدور عارية وبجيوب فارغة ...يموتون لتمتليء بطون الفاسدين والفاشلين ... ممنْ آلت إليهم إمور الإمة أولئك السياسيون الذين يختلفون مع بعضهم ويقتتلون ثم يتصالحون ! لأنَّ خلافاتهم وإختلافاتهم ليس على خدمة ابناء وطنهم وحفظ أرواحهم ولكن من أجل مناصبهم ومصالح أحزابهم وكتلهم ...يلتقون على تحقيقها ويفترقون ويختلفون إذا ما فقدوها ..أمّا مشاهد الدم وأوصال الجثث المقطّعة والمنتشرة في كل مكان فقد صارت مألوفة لديهم ... ومايعنيهم مايجري من إبادة حقيقية وقتل ممنهج مع تواطيء واضح ومفضوح من جهات داخلية ترقص على جراح الشعب وتقتاة على الفتن من أجل مصالحها الضيقة والمحدودة.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك