المقالات

آه يا بلدي!!


بقلم/ ضياء المحسن

في بلد لا يزال يشهد قتلا على الهوية بلا رحمة، وتترمل فيه النساء؛ ويُترك الأطفال يتامى بلا معيل. والقاضي تراه مطاردا لأنه يقول الحق ولو على ذوي القربى، وترى أساتذة كليات لا يستطيعون أن يقدموا مادة علمية حقيقية لأن البعض من الطلاب لا يفهمون ماينطق به أستاذهم؛ في بلد أصبحت أيام التظاهرات والإحتجاجات أكثر بكثير من أيام العمل في دوائر الدولة، في بلد تجد بين سيطرة وسيطرة؛ سيطرة أخرى وكل واحدة تعمل بتعليمات تختلف عن التي قبلها. في بلد ترى كلٌ يُكَفْر الأخر، ويتخاصمون فيما بينهم حتى النهاية، ولا من بارقة أمل في الخلاص من هذا النفق المظلم؛ ((وكلُ حزبٍ بما لديهم فرحون)) أصبحنا نرى من يختلف مع جاره يخرج حاملا سلاحه ليحرق الأخضر واليابس، بعد أن دخلت قطع السلاح في كل بيت وأمام أعين الأجهزة الأمنية، وترى السلاح تتلاقفه أيدي الأطفال والمدمنين " وهم كثر في مدننا" في بلد الجالس في بيت الشعب ليحكم الشعب بما أراد الله، ينقلب عليهم ويحكم بهم بما لا يرضى الله والعباد. في بلد سيطرت فيه النعرات القبلية والطائفية على روح الجماعة والبلد ذاهبة الى الجحيم والخراب، وكل يوم تسمع عصابات تقتل وتسرق أمام أعين الأجهزة الأمنية. وكل جمعة تشبه سابقتها إلا بالتسمية فهذه جمعة الخلاص، وتلك جمعة تصفير، وجمعة النفير، وجمعة.... ولا أحد يلتفت لصوت العقل الذي ينادي الجميع " إنكم بهكذا تصرفات تحرقون البلد، فتعالوا الى كلمة سواء" نسي أبناء البلد الواحد أنهم لم يأتوا مهاجرين من أقصاع بعيدة ليسكنوا في هذا البلد، وأنهم أول بلد سن القوانين والتشريعات ، نسي البعض بأن " الدين المعاملة. ومثلما تحب أن يعاملك الآخرون بلين، فعاملهم كذلك باللين. نسي البعض قول الله عز وجل للرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم) (( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ)) آل عمران 159. وما خطوة السيد عمار الحكيم الأخيرة في عقد إجتماع رمزي لقادة الكتل السياسية في مقر الأعلى الإسلامي العراقي إلا خطوة في الإتجاه الصحيح لتصحيح مسار العملية السياسية التي تكاد تخرب البلد، واخذه من جميع الحاضرين " كلمة شرف" بأن يضعوا البلد نصب أعينهم، وليس المصالح الفئوية والخاصة، فالبلد لا يحتمل بعد الأن المناكفات والتصريحات النارية التي تصدر من هنا وهناك.أيها السادة بعد هذا وذاك لا تجعلوا من بلدنا إضحوكة ونحن الذين علمنا الجميع الكتابة والقراءة.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك