المقالات

لماذا انفرط عقد تحالف المواطن مع دولة القانون "الحلقة الثانية"


حيدر عباس النداوي

لم تكن مباحثات ائتلاف المواطن مع دولة القانون لتشكيل مجالس المحافظات تسير بيسر وسهولة وكانت تتوقف في كثير من المحطات امام عقدت الاستحقاقات وفريق دولة القانون لازال يفكر بعقلية الغلبة ولا زال يرى انه الطرف الذي يعطي ويمنح وبإمكانه ان يشتري اي طرف ويرفض اي طرف وكان أعضائه يتعاملون باستعلاء وخبث وخاصة الشيخ خالد العطية وكان هذا التصرف يثير حفيظة فريق المجلس الأعلى المفاوض الا ان هذا الفريق كان متماسكا وصعبا وكان حريصا على ان لا يمنح الفرصة للعطية ومن معه للانسحاب بذريعة رفض المجلس الأعلى للتفاوض او ابداء المرونة.بعد الجلسة الأولى التي أعقبت إعلان النتائج والتي تم فيها الاتفاق على جملة من القضايا أهمها البرنامج الحكومي وإشراك الجميع في الحكومات المحلية تم تحديد النسب وحصة كل فريق على ضوء نتائج الانتخابات بعد مباحثات عسيرة وبعد جملة من المقترحات على الالية التي يتم على ضوئها تحديد النسب في المحصلة النهائية لم يتم الاتفاق النهائي الا ان الخطوط بدت متقاربة نوعا ما وبدا ان فريق المجلس الأعلى على استعداد لتقديم التنازل.كان واضحا ان الجميع يحاول ان يعزز جبهته لكن الغايات والوسائل تختلف من طرف لأخر فالمجلس الأعلى كان يحاول تعزيز جبهته بعيدا عن الدخول في صفوف ائتلاف دولة القانون لأنه يرى ان الغدر والالتفاف ليس واردا في أدبياته وان محاولة الآخرين لاستخدام هذا الأسلوب لا تعنيه لأنه يعمل بتكليفه وأخلاقه لا بتكليف وأخلاق غيره لهذا رفض عروض مغرية من كتل وقوائم منضوية مع ائتلاف دولة القانون من اجل الحصول على مواقع مقابل الدخول في تحالف منفرد مع ائتلاف المواطن وتشكيل الحكومات المحلية في اغلب المحافظات دون الرجوع الى بغداد ودون الالتزام مع دولة القانون الا ان المجلس الأعلى رفض هذا المبدأ الغير أخلاقي.الشيء الأكثر ألما في مارثون المفاوضات الذي واجه فريق ائتلاف المواطن المفاوض هو حقيقة الكتل والقوائم الأخرى التي كانت تبحث عن المناصب والامتيازات ابتدءا دون التفكير بالبرنامج الانتخابي او بما يمكن ان تقدمه للمواطن في المرحلة المقبلة وهذا التناقض مثل صدمة كبيرة واضر حقيقة التنافس المحموم بين الخصوم.لقد اكتشف الفريق المفاوض لائتلاف المواطن ان الوصول الى توافق في قضية الحصص مع ائتلاف دولة القانون امر صعب فلم يتغير المنهج والتفكير ولم تبدر اي بادرة من جماعة المالكي لكسب ود فريق المواطن وكانت المفاوضات تتقدم خطوة وتتراجع خطوتين وكانوا يتمسكون ببعض المواقف التي تتعلق بحق ائتلافهم بينما يطالبون فريق المواطن التنازل عن حقهم اكراما لعيون المالكي ولسمعته ولانكساره ومع كل هذا التعالي فان أعضاء ائتلاف المواطن كانوا مرنين الى درجة كبيرة وتنازلوا عن استحقاقات كثيرة من اجل ان يمضي الاتفاق الى خط النهاية،غير ان حبل ود الطرفين بدا في الانقطاع بعد ان ايقن أئتلاف المواطن ان جماعة المالكي لا يريدون الاتفاق انما يريدون النفاق والالتفاف والقفز على حق الطرف الاخر.في هذه الاجواء البعيدة عن الثقة كان البعض يسال الفريق المفاوض لائتلاف المواطن عن مدى جدية فريق المالكي فكان الجواب ان لا جدية واضحة وان كل الاحتمالات واردة وان تحول المالكي الى طرف وأطراف اخرى مسالة واردة جدا وعندما يطالب البعض بتحصين الموقف والتعامل بنفس الاسلوب كان الفريق يرفض هذا المنهج ويصر على المسير الى اخر الطريق حتى لو تطلب ذلك الخروج من سباق خدمة المحافظات دون فائدة لان المجلس الأعلى لا يطلب النصر بالغدر والجور ولان المجلس الأعلى يريد البناء ولا يريد الهدم.المجلس الأعلى قد يخسر كل المواقع ويخسر استحقاقه الانتخابي وقد يخسر بعض جمهوره لكنه سيربح نفسه وسيربح منهج تعليم الاخرين معنى الطهارة في العمل السياسي الذي لا يهتم له كل الشركاء والفرقاء وخسارة جولة اخرى لا تعني نهاية المطاف رغم ان جمهور المجلس الأعلى يحدوه الأمل للتصدي للقيادة والرياده من اجل تقديم الخدمة للمواطن وبناء الوطن على أسس الدولة المدنية العادلة.الشيء المؤكد ان خيارات جميع الأطراف محدودة لهذا فان فوز احد او خسارة احد كل شيء في تشكيل مجالس المحافظات امر لا يمكن حدوثه بسهولة.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حسين
2013-06-08
انصح دولة القانون لو ارادة ان تحافظ على مابقي من ماء وجهها ان لاتتحالف مع الفاسدين والبعثيين وان تضع يدها في يد السيد عمار حفظه الله وفي راي المتواضع لو قاد رجال السيد عمار الحكيم العراق لبرز دور العراق وثقله الاقليمي والدولي لما يتمتع به هذا الرجل من حنكه سياسيه وتاريخ عريق وللمس المواطن مايرجوه
الكوفي
2013-06-08
دولة القانون معروفة للقاصي والداني لا تحترم أي اتفاق او ميثاق وعلى المجلس الاعلى ان يعمل بعيدا عن دولة القانون يكفي تنازلات لهذا وذاك وعلى المجلس ان يجد حلفاء صادقين يهمهم مصلحة الوطن والمواطن .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك