المقالات

غرف ( الجات ) والقبلات


أنس الساعدي

من العناء والصعوبة بمكان مشاركة ألآخرين آرائهم الخاصة بغية الوصول الى رأي جديد أو قناعات جديدة , الامر الاسهل هو الاستبداد أو الملكية على قناعة ما وذلك حتما يصدر من الانانية والنرجسية على حد سواء, اما الشراكة فهي الاطلاع على رؤى وآراء الاخرين ومشاركتهم عقولهم لرؤية ما يجول بها من افكار قد تتماشى مع ما نريد او لا ، لكننا حينها نعرف مع من نتحدث وماذا يريد ولا يريد . مبدأ الاطلاع على عقول الاخرين اثبت بالتجربة انه فيه الحل للكثير من المشكلات والازمات وأمور عالقة كادت تودي بالعملية السياسية برمتها ، اسقاطات كثيرة كادت تمزق النسيج العراقي نتيجة نفخ بعض الاطراف في موقد الطائفية تارة وموقد الحزبية تارة اخرى ، لولا موقف وحدوي من هنا ومبادرة من هناك ، هذا الموقف وهذه المبادرة صدرت ربما عن شخوص آمنوا بمبدأ الحوار والتهدئة ، هذا المبدا ذو الفاعلية طويلة الامد ، نعم فالبعض يعتقد ان الحوار لا يعدوا عن كونه (تخدير موضعي) لمرض عضال ، او تسكين للازمة وليس علاجا شافيا ، لكن ما حدث وما سيكون اثبت بالدليل الحسي ان شراكة العقول نافعة ولها القدرة على جمع الاضداد ولم شمل النقيضين في غرف الحوار والمحادثة (الجات) او ربما تتعدى ذلك فتصل الى تبادل القبلات بين من كانا متضادين لا يطيق احدهما الاخر .لقاء رأس السلطة التنفيذية برأس السلطة التشريعية تحت سقف محايد وحديثهما الودي الذي شاهده الناس من على شاشات التلفزيون بل و(تبادلهما القبلات) جعلا عملية القفز على الازمة امرا مستساغا ، او لنقل امرا معقولا ، كانت خطوة اولى ناجحة وموفقة ، فحتى قبل موعد اللقاء الرمزي الذي دعا اليه الحكيم بساعات لم يظن احد ان اللقاء سينعقد نظرا لحجم الهوة بين السلطتين ولفداحة الازمة وبالتالي فان الخلاف سيبقى قائما وربما كان انهيار العملية السياسية اقرب الى الواقع من التئامها ، ولكن ما حدث ان اللقاء تم واجتمع الفرقاء وتحدثا و(باوس) احدهما الاخر ونجح خيار التهدئة والحوار وغابت الحناجر التي كانت تلعلع وتنفخ في نار الطائفة والحزب والكتلة بعد ان اخرستها حكمة الحكيم .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك