المقالات

أيام حزينة على العراق ..... متى تنتهي يا سيادة الرئيس؟

1557 14:13:00 2007-05-05

( بقلم : د. علي الحسيني )

عندما حدثت مجزرة الطلبة والاساتذة الابرياء في حرم الجامعه الامريكية في فيرجينيا وقتل طالب موتور و مختل الشخصيه 32 شخصا قبل ان يطلق الرصاصة الاخيرة على نفسه وينتحر، هز هذا الخبر المؤلم امريكا كلها لأيام وعلق الرئيس الامريكي جورج بوش خلال الصلاة على الضحايا بأن ( قلبه وقلب عائلته مملؤ بالحزن و أن يوم المجزرة كان يوما مليئا بالحزن لجميع الامة الامريكية). وقد استنكر قادة الدول جميعا هذه المجزرة... وفي عراقنا المحتل يقتل يوميا من أبناء شعبنا أضعاف هذا العدد من الابرياء ولا من مستنكر أو مغيث من هذه الدول، والشعب العراقي عارف بأن المسؤول والمسبب الرئيسي لهذا القتل الجماعي هو إستمرار الاحتلال الأجنبي و تقييد الارادة الشعبية العراقية في مواجهة الارهابيين الوافدين وحلفائهم المقنعين "بمقاومة الاحتلال".

يضاف الى ذلك المحاولات المتكررة لابقاء الحكومة العراقية المركزية ضعيفة السلطة والقوات المسلحة العراقية محدودة التسليح الى درجة لا تتمكن فيها من التصدي للتجمعات الارهابية من التكفريين و الصداميين القابعين في بؤر ساخنة، فمثلا منطقة الرزازة القريبة من كربلاء والنجف اضحت بؤرة رغم صراخات الاهالي و مطالباتهم بدعمهم عسكريا لتطهير هذا البؤرة فتحصل المجزرة المروعة بالامس في كربلاء المقدسة و للمرة الثانية خلال اسبوعين ويذهب ضحيتها اكثر من سبعين شهيد ومائة وستين جريح من زوار الامام الحسين بن علي و أخية العباس (عليهم السلام) وهم يتوجهون لاداء فريضة صلاة المغرب.... والعالم ساكت من حولنا. وهنا يتبادر الى الاذهان هذا السؤال الذي نوجهه الى الرئيس الامريكي بوش: إذا كانت مجزرة فيرجينيا هي يوم حزين على الامة الامريكية وهو كذلك فما بالك بالمجازر اليومية الاكبر التي تتعرض لها الامة العراقية؟! أما آن الأوان لاستخلاص قرار من الامم المتحدة والادارة الامريكية بانهاء ظروف الاحتلال ولو على مراحل و صرف مبالغ الحرب على تسليح القوات المسلحة العراقية و تسليم الملف الامني بالكامل للسلطة المركزية كعلامة على دعمكم الحكومة السيد المالكي والدولة العراقية الفتية!!وبامكانكم الاستناد الى صوت الاكثرية في الكونغرس الامريكي لدعم مثل هذه الوقفة الشجاعة لاستعادة سمعتكم وسمعة الولايات المتحدة التي فرّط بها حلفاؤكم الصهاينة والوهابيون حفاظا على مصالحهم الخاصة ومصالح شركاتهم الكبرى الطامعة بثروات العراق بحجة كابوس وهمي وهو نموالهلال الشيعي تارة او الخطر الايراني النووي تارة أخرى ... وقد يفسر هذا لكم ما أصبح حقيقة يعرفها كل عراقي من وجود التساهل بل اكثر الاحيان التنسيق الخفي بين مخابراتكم في البنتاغون و مخابرات بعض الدول المحيطة بالعراق وبين الارهابيين و التكفيريين اعداء الشعب العراقي ليبقى قتيل الطائفية مشتعلا ونار الفوضى الخلاقة ملتهبة يحرقان البلاد والعباد ويدمران مالم يستطع تدميره العهد الديكتاتوري البائد.ومن هذا المنطق دعت التعبئة الشعبية العراقية قبل سته اشهر الى اعتماد قرار في مجلس الامم يدعو الى انهاء ظروف الاحتلال واعتماد جدولة موضوعية لانسحاب القوات المتعددة الجنسيات تتزامن مع استكمال قوات الجيش والشرطة المحلية واستتباب أمن المناطق واشاعة سلطة الدولة والقانون والنظام فيها.... وقد أصبحت هذه الدعوة مطلبا جماهيريا هذه الايام من خلال التظاهرة المليونية في النجف الاشرف قبل اسابيع مطالبة بأنهاء ظروف الاحتلال وانسحاب القوات الاجنبية من العراق.وعليه نرى أن المخرج من ازمة العراق ممكن من خلال خطة جذرية تستند الى مبادئ أهمها:1- مواصلة الدعم الشمولي لخطة فرض القانون على جميع مناطق العراق دون تمييز يتزامن معها تصعيد عملية التسليح المناسب والعصري للقوات الوطنية مع تفعيل آليات حملة مكافحة الفساد الاداري من أجل تطهير مؤسسات الدولة من السراق والمفسدين كمقدمة الاستعادة هيبة سلطة الدولة والقانون.2- الاشراك الفعلي للعناصر العراقية الكفوة والمستقلة في اشغال المناصب المهمة في الوزارات وخاصة الخدمية بعيدا عن حسابات المحاصصه الطائفية والقومية والحزبية، وتفعيل مساعي المصالحة الوطنية.3- استثمار المؤتمر الاقليمي و الدولي القادم في شرم الشيخ لضمان نوايا حسنه وتحقيق توافق اقليمي ودولي لدعم الحكومة المركزية المنتخبة في مساعيها لمحاربة الارهاب والفساد والبطالة وانعاش الاقتصاد الوطني من خلال تفعيل مشاريع الاعمار والغاء الديون البغيضة وترك التدخلات في الشأن العراقي وايقاف عبور الارهابيين الى داخل الحدود.4- تقديم مشروع لمجلس الأمن يسعى الى إنهاء ظروف الاحتلال و الاتفاق على مبادئ الانسحاب التدريجي للقوات المتعددة الجنسيات على اسس موضوعيه يقترحها مؤتمر شرم الشيخ و يوافق عليها البرلمان العراقي ومجلس الامن.5- مناشدة حكومات دول الجوار لتجميد نشاطات الحركات و الشخصيات التي تتحرك في ساحات الدول المجاورة لتفويض العملية السياسية التي تفاعل معها الشعب العراقي بمختلف شرائحة واحزابه وتسليم الشخصيات المعادية للعراق والتي تروج وتساعد الارهابيين او التي إختلست الأموال في العراق.إن قطاعات الشعب العراقي التي تجرعت الموت و تحدت الارهاب من أجل بناء عراق تعددي ديمقراطي تتطلع الى المؤتمرين المجتمعين في شرم الشيخ نهاية هذا الاسبوع والى رموزها السياسية والدينية المتصدية للوقوف يداً واحدة بشجاعة و حزم من أجل ضمان سلامة وأمن المواطنين العراقيين وتوفير خدمات أفضل ومصارحتهم بما يجري على الساحة العراقية وكشف الحقائق لهم فأنهم مؤتمنون و منتخبون لخدمة هذا الشعب الممتحن وليكونوا مع الله القدير ومن كان مع الله سبحانه فلن يخذله الله والشعب.

عن التعبئة الشعبية العراقية د. علي الحسيني

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك