المقالات

أهالي بغداد يكتبون شهادة وفاتهم ويقدمونها للمالكي


هادي ندا المالكي

لم يجد ابناء بغداد بدا من قلب المعادلة والتقدم نحو الحكومة الاتحادية بشخص رئيسها كونه القائد العام للقوات المسلحة ووزير الداخلية وكالة والمسؤول عن الملف الأمني بشهادة وفاتهم لإراحة الحكومة وتجنيبها حالة الحرج المتأتية من عجزها التام في وقف الانهيار الامني الذي يلف الشوارع والأزقة والساحات وياخذ معه كل ما له علاقة بالحياة والوجود ولم يتوقف لحظة منذ ايام دون ان تتمكن الحكومة من وضع حد لسطوة العصابات الإجرامية والإرهابية وهي تحصد أرواح الأطفال والنساء والرجال والشيوخ وتثير الرعب والخوف والموت والدمار.وتقديم شهادة الوفاة الى القائد العام للقوات المسلحة هو خيار وحيد لا يوجد بديل له حتى يمكن الاتجاه اليه في ظل غياب ثقافة الاستقالة او الاعتراف بالفشل والخطأ من قبل السيد المالكي او وزيري الداخلية والدفاع الذين يعملون بالوكالة يشاركهم في احد هذين المنصبين او كليهما السيد المالكي ايضا،وغياب هذه الثقافة يعني غياب الشجاعة والرجولة وتعني استهانة جميع الماسكين بالملف الأمني بأرواح وممتلكات الناس.واقدام اهالي بغداد على هذه الخطوة النادرة والشجاعة والتي لا يوجد لها مثيل في تاريخ خنوع واذلال الشعوب ما يرونه من استهانة وتهاون بحرمة الدم العراقي ووقوف أصحاب الشان والمختصين موقف المتفرج والانزواء ازاء الكوارث اليومية وكذلك ما يرونه من عجز وضياع قادة الكتل السياسية والمؤسسات الدينية والعشائرية ومنظمات المجتمع المدني اتجاه هذا الاستهداف المنظم اليومي بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة واللاصقة والأسلحة الكاتمة والأحزمة الناسفة. السوط الاكثر ايلاما في قصة الاستهداف اليومي المنظم الذي يطال ابناء بغداد هو هذا التراشق الغير مسؤول من قبل قادة المؤسسة التنفيذية والتشريعية ومن يدور في فلكهم والذي يعتبر السبب الرئيس في تصعيد وتيرة ونبرة الاستهداف اليومي والطائفي فما ان يطلق النجيفي تهديداته حتى يقابله المالكي برد صاعق في الجمل والعبارات لتنزل هذه الاتهامات حمما من البلاء على رؤوس الفقراء والمعدمين.ان تحسن الوضع الامني ووقف الانهيار الذي اصبح علامة فارقة لا يبدوا في متناول ايدي القوات الامنية ولن تشفع كل التغيرات والتنقلات الحقيقية والوهمية في القيادات العسكرية كما ان جلب الكلاب السائبة والبوليسية وزيادة الصبات الكونكريتية والسيطرات الوهمية والحقيقية وحتى الصلاة الموحدة التي دعها اليها السيد القائد العام للقوات المسلحة لن تغير من الواقع شيئا او تجعل ابناء بغداد يغيرون من قناعاتهم بتقديم شهادة وفاتهم الى الحكومة المبجلة.ان بغداد واهلها يعيشون نكبة الانكسار والالم والغليان ليس من المجاميع الارهابية والقتلة انما من القيادات الحكومية والامنية التي لا تفكر الا في مصالحها ومكاسبها الشخصية والحزبية دون ان يكون لهذا الدم الطاهر والمستباح يوميا اثر في ثورة للشرف والنخوة والغيرة والاعلان عن الفشل وتقديم الاعتذار وهذه الشجاعة وهذه اللغة لا توجد الا عند الرجال والشرفاء وهم بكل تاكيد ليس المعنيين والماسكين بزمام الفشل والانكسار.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
العراق
2013-05-31
السلام عليكم ليس الأمور طائفية في العراق بل هي سياسية ينفذها أغبياء العراق بإدارة أعداء العراق لتدمير العراق يستغلون الطائفية الدينية والقومية لاذكاء الصراعات في العراق ومن يستغل الطائفية الدينية يلبس لباس الدين وليس بديني وليس مسلما ويلبس العمامة ليظهر بمظهر الرجل المتدين والإسلام منه براء مخططات تدمير العراق تنفذ باسم الدين والدين منها براء
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك