المقالات

أقليم بأدوات خارجية وصناعة محلية


علي الغراوي

شهدت التفجيرات ألأخيرة حالةً يبدو أنها غير مألوفة لدى البعض من حيث عملياتها وطريقة أستهدافها للأبرياء , فألأرهاب أستجمع قوته تحت أجواء ساخنة يسودها مخاطر التقسيم والتجزئة ونشوب الحرب ألأهلية , هذه ألأجواء شارك في أفتعالها بعض من هم في قبة البرلمان الذي بدأ مشروع التقسيم هو بمثابة الحلم لديهم , أما السلطة التنفيذية فأثبتت عجزها عن معالجة الخروقات ألأمنية والتصدي لمشروع التقسيم الذي تندد به ألأقلية في المناطق الغربية.بعد أن حصدت التفجيرات أرواح العراقيين ألأبرياء , أخذ من يتحمل المسؤولية على عاتقه التصريحات بوجود خروقات أمنية , وأخيراً جاء الحل لمعالجة الخرق ألامني ! , كان من ضمن هذه الحلول هو تغيير بعض القادة العسكريين كخطوة للتخلص من أختراق ألاجهزة ألامنية , فأذا كان التغيير في القادة ناتج عن تقصيرهم في ألأداء ألأمني فألأرجح هنالك محكمة تستجوبهم لمعرفة أسباب التقصير ومحاسبتهم , واذا كان هذا التغيير ينصب في السيطرة على الوضع ألأمني فالخروقات مستمرة والتفجيرات في كل مناطق العراق وهنالك العشرات من المواطنين يتساقطون بسبب ألأنفجارات التي تحصل هنا وهناك حتى بعد تغيير القادة العسكريين . أن خطر التقسيم والتداعيات بألأقاليم تزداد أضطراباً , وهنالك أسباب وعوامل ساهمت بشكل كبير على تفاقم هذا الخطر , فمطالبة ألأقلية في المناطق الغربية بألأقليم بعد أن كانت هذه المناطق هي من حاضنات ألأرهاب , وكذلك ما يشهده الصعيد ألاقليمي في سوريا من صراعات دولية جعلت من بعض الدول المجاورة أن تغير سياستها أتجاه العراق بدعم المظاهر المسلحة والمشبوهة من أجل تحقيق مكاسبها , أضافة الى ذلك أن من أهداف القاعدة والبعثيين من خلال التفجيرات ألأخيرة هو زرع حالة اليأس في المواطن العراقي ومن ثم أضعاف مبدأ التعايش السلمي بين مكونات الشعب العراقي , وبالتالي الضغط عليه من أجل تشكيل ألأقاليم لكي تستحوذ القاعدة على مساحات تنطلق من خلالها لتحقيق أهدافها كما هو الحال في المناطق الغربية من العراق , كما ان تورط بعض البرلمانين في دعم مخطط التقسيم وألألتفاف حول ما تصدره بعض الدول من مشاريع تهدف الى التجزئة جعل السلطة التشريعة في حالة تنازع وصراعات داخلية تؤثر سلباً على المشهد السياسي نحو القبول بألأقاليم كوسيلة لأستقرار الوضع الداخلي ! , كل هذه العوامل أصبحت واضحة لدى الجميع ومن يدفع الثمن هو المواطن العراقي البسيط وما على الفقراء ألأبرياء ألأ أن يرفعوا أيديهم الى السماء سائلين الله (عز وجل) أن يرفع عنهم هذا البلاء , فسفك الدماء يبدو لذةً عند الظالمين , كما جاء في محكم كتابه المجيد "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ " .ما لا يغيب عن عقلية المواطن العراقي هو أن هنالك أقلية تريد أن تفرض نفسها على أغلبية , هذه ألأقلية توجد ضمن مساحتها أغلبية صامتة تحت ضغط مجاميع القاعدة والبعث , ربما هنالك تساؤلات تطرح نفسها , فمن المستفيد من تشكيل ألاقليم هل ألأغلبية الصامتة أم ألاقلية المتمثلة بالقاعدة والبعثيين ؟ كما أن مجاميع القاعدة طردت من المناطق الغربية على يد أبنائها فلماذا عادت ؟ وما غايتها من التنديد بتشكيل ألأقليم ؟ لا شك أن ألأجابات واضحة و بعيدة عن التكهنات , قبل أن نخوض يجب أن ندرس وعندما ندرس يجب أن نتمعن جيداً .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2013-05-30
عاشت الوحدة التي تحصد الابرياء
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك