المقالات

أيار يكتسح ما قبله ..فماذا تتوقعون لحزيران ؟؟


هادي ندا المالكي

سجلت الحوادث الدموية التي طالت الأبرياء والعسكريين على حد سواء في شهر ايار رقما قياسيا في اعداد الضحايا الذين سقطوا نتيجة انفجار السيارات المفخخة او الاحزمة الناسفة او العبوات اللاصقة او الاسلحة الكاتمة رغم ان الشهر لم ينتهي بعد ويبدوا ان الحصيلة في تزايد مستمر وهي نتيجة طبيعية لحالة الاحتقان والشد الطائفي والتحريضي الذي تشهده الساحة السياسية العراقية خاصة بعد حوادث الفلوجة والحويجة .وواضح ان الانهيار الامني يمثل انعكاسا حقيقيا لافرازات ساحات الاعتصام في الفلوجة والانبار والحويجة وسامراء والموصل وامتدادا للغة العنف والانتقام والاتهام والاتهام المتبادل التي يطلقها عدد من النواب الغير منضبطين وممن لا يشعرون بالمسؤولية تغذيهم وتمدهم أجندات من خارج الحدود وكما اعلنها محافظ صلاح الدين وعلى رؤس الاشهاد من استلام عدد من السياسيين وشيوخ العشائر والمتاجرين بارواح ودماء الابرياء في المناطق الغربية لمئات الملايين من الدولارات.وواضح ان الانهيار الأمني سيستمر مدة أطول وواضح أيضا ان اعداد الضحايا في تزايد وان كل شهر يترحم على الذي قبله لغياب الحلول الحقيقية وعجز الاجهزة الامنية عن توفير الامن والنظام واستمرار صراع الإرادات الغير منضبط والذي يركز على السلطة كغاية ووسيلة دون الالتفات الى الثوابت الاخلاقية والوطنية وكذلك بسبب التدخلات الخارجية التي دخلت من منفذ الخلافات والتقاطعات لتضيف الى عمق الجراح نصلا غائرا في جسد الشعب العراقي لا يشعر بحرارته والمه من هم في مركز القيادة او التصدي للمسؤولية.ان السوط الاكثر ايلاما في واقعية الانهيار الامني هو هذا الاسترخاص المتعمد واللا ابالي لارواح ودماء الابرياء المدنيين والعسكريين وقد يكون هو الاسوء على طول تاريخ العراق الحديث بقرينة عدم سعي اصحاب القرار الى وقف هذا التداعي بل ان هؤلاء يحاولون ويسوفون وسيعملون دون ان تكون لديهم القدرة والرغبة الحقيقية للعلاج واعتقد ان هذا التسويف وهذا التداعي ما كان ليستمر لو ان شخصا يحمل في عروقه دماءا نقية وطاهرة ارتوت وتعشقت بماء دجلة والفرات ودهلى الاهوار .ان الانهيار الامني سيستمر وستتصاعد وتيرة العنف في بغداد وباقي المحافظات وسيكون حزيران اكثر دموية من نيسان وايار ما دام المالكي وشلته من جهة والنجيفي وزمرته من جهة اخرى مستمرين بنهجهم العدائي التحريضي ولا تربطهم بالعراق وشعبه غير المصالح الشخصية والحزبية وما دامت ساحات الاعتصام في المناطق ذات الغالبية السنية تقدم خطبها التحريضية الرنانة كل يوم جمعة وما دام الارهاب يمسك بعصمت الملف الامني وما دام الاتحاد الاوربي رحيما وعازما على تزويد الجيش السوري الكر وجبهة النصرة بالاسلحة الحديثة والفتاكة.ان الحقيقة الكامنة في قادم الايام تؤشر الى احتمالات سيئة ربما يواجهها العراق لكن نوافذ الامل لا زالت باقية وراسخة في فكر ونهج ومخيلة الشرفاء ممن يحاولون اطفاء نار الفتنة والاحتراب وان كانت الفرص محدودة والخيارات قليلة جدا.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك