المقالات

المسلسل العراقي المرعب...!


الكاتب : محمد ناظم الغانمي

كل يوم يتجدد مسلسل القتل الذي تجاوز عرضه على شاشات التلفاز الثمان سنوات وعدد الحلقات مفتوح, وهو أول مسلسل عراقي يتصدر نشرات الأخبار العالمية , وأبطال هذا المسلسل من كل الجنسيات العربية والأجنبية ( الأجندة ألخارجية ) , لكن أحداثه كلها داخل العراق , مسلسل تدور أحداثه بين الحكومة العراقية الفاشلة والأرهاب الكافر من جهة , وبين الطائفية والفقر من جهة اخرى , أبطال المسلسل هم مسؤولين بارزين في الحكومة العراقية بكل مكوناتها (التشريعية والتنفيذية) , أتقنوا التمثيل بصورة جيدة جدا" , حيث انك حين تراهم وتسمع كلامهم لن تستطيع ان تميزهم كممثلين أبدا" , دورهم الأساسي هو تخدير الشعب العراقي عن طريق التصريحات الكاذبة والوعود في دحر الأرهاب وتوفير الأمن وتوفير الخدمات وأخفاء حقيقتهم بأنهم غير قادرين على تحمل المسؤولية !, أما الأرهاب فدوره أنتحال شخصية المسلمين الذين يبحثون عن العدل ويطبقون أحكام الله تعالى في الأرض , والدفاع عن الدين وأخفاء حقيقتهم بأنهم يهود كفرة هدفهم قتل الأبرياء وسفك دمائهم , لذلك وجب عليهم أرتداء الأسلام كغطاء لهم , أما دور الشعب العراقي فهو مقسوم لثلاث أقسام , قسم يمثل دور رجل الدين المعتدل وهذا دوره مقتصر على تهدئة الشارع العراقي , وقسم يمثل دور رجل الدين الذي يسير على خطى الطائفية , لتأجيج الشارع والتصعيد من أجل الضغط على الحكومة لتحقيق مطالب رجالاته الشخصية , وأعطائهم مناصب حكومية لكي يشاركوا في الحكم والسرقة والفساد , أما القسم الاخر فهو المواطن العادي وهو على قسمين أيضا" منهم المساند للطائفية وكلام رجل الدين الشاذ وهؤلاء هم ( الهمج الرعاع ), ومنهم الضحايا الفقراء وهم الشريحة الأكبر الذين يجب عليهم أن يموتوا في كل حلقة جديدة من المسلسل , لأنهم لايمثلون أي جهة فهم مجرد ضحايا لا أكثر ولا أقل , ويكون اختيارهم لا على التعيين فهم كثر ومتواجدين في الأسواق والشوارع العراقية , وتصوير هذا المسلسل على طريقة البث المباشر نقل حي وأماكن التمثيل حقيقية ايضا", والشخصيات حقيقية وكل شيء فيه حقيقي , والمشهد غير قابل للأعادة والموت فيه حقيقي أيضا" بدون أدنى شك , ولاننسى المشاهدين فهم أيضا" على قسمين , قسم يبكي على أحداث هذا المسلسل لرؤيته القتل العشوائي للأبرياء والدمار والخراب , ومنهم من يبتسم لأنه يرى العراق ينهار والأبرياء تموت لأنه وحش مجرد من الأنسانية وبلا ضمير.وهنا سؤال يطرح نفسه متى سينتهي هذا المسلسل المرعب ونسمع بأن اليوم ستكون الحلقة الأخيرة وبعدها يمنع عرض هذا المسلسل مدى الحياة ؟؟. فقد سأمنا مشاهدته , وليس مشاهدته فقط بل ربما سنكون أحد الضحايا لهذا المسلسل لأننا لانعلم متى سيتم أختيارنا لنشارك حلقة من حلاقته ألدامية ؟ نستنتج في النهاية هذه الخلاصة : برلمان فاسد وحكومة ضعيفة وهي معادلة وضعوها وصوتوا عليها لكي تمرر ألآعيبهم على العراقيين , ويسرقوا بدون حسيب ولا رقيب ووزارات فارغة من وزرائها , ودماء تسيل كل يوم , والأرهاب أصبح على مرأى من العين والحكومة تحاول التفاوض مع الأرهاب !! , والفاسد الهارب خارج العراق وألمطلوب للعدالة يدخل بضمان عضو مجلس النواب !, والقاتل يتم تهريبه من السجن بعد أن يشبع كباب ... ومازالت أحداث المسلسل تعرض كل يوم في الشوارع العامة , والقتل فيها حقيقي والممثل يموت وينتهي دوره الى الأبد...

الكاتب : محمد ناظم الغانمي

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك