المقالات

زمن المراهقة السياسية


حيدر حسين الاسدي

تختلف مفاهيم القيادة ومتطلبات الحكم بين السياسيين الذين يتعامل بلعبة الديمقراطية والحكم بنظام مؤسساتي متخصص ، وبين ما ينتهجه السياسيون في الأنظمة الجديدة العهد بالديمقراطية أو التي لا تريد لنفسها التطور من خلال بقائها متقوقعة وانعزالية تعاني ترسبات وأزمات الأنظمة الشمولية التي سبقتها.لذا فالفرق بين الاثنين يبدو واضحاً وجلياً لكل متابع للإحداث والتطورات التي تمر بها هذه الدول ، فكل أزمة او تصعيد او تراشق سياسي معلن او خفي في الدول الديمقراطية ينتهي ويتلاشى عندما ينبري حكماء القوم وعقلاء السياسة ليقدموا مجموعة من الحلول والمخارج للازمة التي ان استمرت تدخل البلاد والعباد في دوامة لا يمكن التنبؤ بعواقبها فتجد طاولة الحوار المستديرة مكاناً مثالياً لطرح المشكلة وإيجاد مساحات الحل لها، كون هؤلاء القوم يؤمنون إن مهمة من يتصدى للمسؤولية تتجلى في الحفاظ على مصلحة بلده العليا وشعبه وأمته من أي سوء وتعقيد ، ليواصل البلد مسيرته مستفيداً من دروس الماضي ومتعاهداً ان لا يتكرر ما حصل لقناعته إن اللعبة السياسية مهما حققت من مصالح ومنافع لا يمكن ان تتجاوز وتمس مصلحة الوطن ومواطنيه .اما في بلدان المراهقة السياسية فالصورة متناقضة تماماً والصراع على أشده فتصبح مصلحة الحزب والفئة تسموا فوق مصلحة الوطن وأبناءه ، ليتحول كل من يتولى المسؤولية والقيادة الى عراب وراعي لفكر التهميش والإقصاء ليضرب مصالح الأخر ، متغافل النتائج والإضرار ، مهملاً لدوره ومسؤوليته وحقيقة التزامه أمام شعبه.ولعل الأيام الماضية ، وبعد مبادرة السيد الحكيم في عقد جلسة للفرقاء السياسيين ، حملت شيء من الأمل لأبناء الشعب ان قياداتهم السياسية ترفض الإرهاب وتنبذ العنف وما زالت قادرة على الاجتماع في مكان واحد والتحاور لتناول هموم أبناء شعبهم على طاولة واحدة وحلها والخروج من عنق الزجاجة التي وضعوا أنفسهم بها .هذه المبادرة التي ما زالت تعيش حالة الترحيب والثناء دون وجود خطوات فعلية للذهاب لها ، ليس من جانب سماحة السيد عمار الحكيم الذي يبذل قصار جهده لتحقيق هذا اللقاء ، إنما الجهات والأحزاب التي تواصل الاعتراض ووضع الشروط لعقد هذا اللقاء كونها تريد استمرار الأزمة وتصعيد الموقف التي تضمن بأستمراريتها حصد الأصوات والنجاح الانتخابي وكسب المناصب على حساب استقرار البلد وتقدم وضعه والارتقاء بواقعه.ان تولي المسؤولية والتزام القيادة والقبول بخدمة الشعب يوجب على السياسيين الحنكة ومعرفة مواضع التنازل أحياناً وإتقان فن حصد المكاسب أحيان أخرى ، وعدم التعامل بفوقية وتعالي مع الخصوم حين يتطلب الوضع الجلوس والحوار ، فواقع العراق ووضعه الراهن لا يتحمل أزمات جديدة والتصعيد الأمني والسياسي الذي نعيشه اليوم ينبأ بوصولنا الى حافة الهاوية المهلكة ، لذا ندعوكم يا شرفاء السياسيين وانتم أمام محك اختبار النوايا والقابلية الحقيقية للنزول من بروجكم العاجية الى ساحة اللقاء الوطنية في بيت "ال الحكيم" الذي لا ينتظر مدحاً او إطراء لموقفه ومبادرته بل يريد معكم الخروج بحل لواقع صعب لبلدكم المثقل بالجراحوينتظر ان يرى شعبه المتعب في افضل حال بعد ان خاب رجاءه لعشر سنوات من انتظار الحل من عقول تجمدت على نظريات المؤامرة وسياسة الاتهام ودوامة المشاكل التي لم تتقدم بحال العراق وشعبة خطوة واحدة الى الإمام .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك