المقالات

ساحات العزة والكرامة... وأحلام الماضي البغيض


بقلم _داود نادر نوشي

لا يمكن أن تجتمع العزة والكرامة أو النضال مع أفكار وأهداف البعث ، ولا يمكن أن تكون القاعدة ورموزها من القتلة والمجرمين عنوان للحرية أو رمز للجهاد ، فالتناقضات بينهم لا يمكن أن تحصى أو تعد ، فالبعث ألصدامي نادي منذ بداياته وعلى لسان مؤسسه المقبور بنظام الحزب الواحد لأنه وكما يقول أن القدر هو الذي حملنا هذه الرسالة وهو الذي خولنا حق الأمر والنهي والكلام بقوة والعمل بقسوة ، ولهذا لا يوجد أي إنسان يتمتع بقدر ولو بسيط من العزة والكرامة أن يعيش أو يحلم بنظام شمولي قمعي تهان فيه الكرامات وتنتهك بها الحرمات ، فكل شي في دولة حزب البعث يخضع لرقابة بوليسية صارمة وقنوات الاتصال بين المواطنين هي المخابرات والأمن والأجهزة القمعية ، فأي عزة وكرامة تلك التي تنادي بها ساحات المتظاهرين وتهلل لها القاعدة وتكبر لها العمائم ، وأي حرية يريدون من وراء شعاراتهم التي تنادي بالبعث نموذج وبالقاعدة عنوان ، بل أن قيادات الحراك الإرهابي في الرمادي يردون إعادة إنتاج ثقافة البعث والاعتراف به ولو بمنطق القوة وقبول رموزه من المجرمين والقتلة في مواقع الدولة السيادية والأمنية ، ولم يكتفوا بهذا بل جعلوا منابر الساحات حكرا عليهم وهم الذين يريدون إشعال نار الفتنة الطائفية من جديد لأنها السبيل الوحيد للقضاء على العراق الجديد وتحقيق الحلم في العودة إلى السلطة ، فأي عزة وكرامة تناد ون بها ياقوم وانتم تهتفون للقاعدة وهي التي قتل تحت رايتها الآلاف من الأبرياء بعناوين الجهاد والمقاومة ، والى ماذا تسعون من وراء تظاهراتكم المسلحة ، أليس نحن اليوم في بلد ديمقراطي يمارس فيه المواطن حياته السياسية والاجتماعية والدينية بكل حرية واختيار ، وهي تحتاج منا إلى شكر وابتهال جماهيري تتجسد في إدارة الأفكار وتنوير العقول لا التعامل معها بنظرة سوداوية وتشاؤمية . إن حراككم الفوضوي ونزعتكم الدموية والتي هي امتداد طبيعي للنهج ألبعثي المقيت لا يمكن له النجاح أو التقدم لأننا وبصراحة نقولها لكم وبدون مجاملات السياسيين التي تعودتم على سماعها لن ولم نسمح بعودة إمبراطورية ابن العوجة وتسلط أشباه الرجال على رقابنا مرة أخرى ، وإذا كانت عزتكم وكرامتكم في التسلط والعبودية ، فأن كرامتنا وعزتنا في العراق الجديد .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك