المقالات

هل دُقت طبول الحرب


محمد حسن الساعدي

ونحن نعيش اجواء الاحتقان السياسي بين السياسيين ، والذي انعكس سلباً على الشارع ، والتظاهرات الانبارية والتي افرزت معادلة معقدة هي المسلحين ،هذه المرة برز شيء غير المعتاد وهي الدفع باتجاه اقامة الاقاليم السنيه ، وهذه الدعوات التي تناغم اصحاب الاجندات الذين أصبحوا مكشوفي النوايا والغايات . الأسابيع المقبلة حساسة في تاريخ العراق لأنها اما ستقود البلاد الى بر الأمان أو تجرها إلى موجة من أعمال العنف تحرق كل شيء وتقود إلى ما لا يحمد عقباه ،كما إن توجه تنظيم القاعدة الارهابي وحلفاءه من البعثيين ونوع عملياتها العسكرية ينذر بتدهور الوضع الأمني وتعميق التخندق الطائفي وزيادة فرص نشوء صراع مذهبي ، خصوصا بعد تزايد ضربات القاعدة لمناطق ذات غالبية شيعية في جنوب العراق وذات صبغة طائفية.أن التنازع السياسي الحالي في العراق وسياسة التخوين بين قياداته أو بين الكتل ستنمي حالة التخندق وفقدان الثقة وانعزال كل طائفة عن الاخرى وانحيازها لمن يخاطبها على اساس المناطقية او الهوية المذهبية وهذا الاختلاف السياسي هو عامل تأزيم للوضع الامني في المستقبل القريب، مما يعكس حالة الانذار باندلاع صراع طائفي لاسامح الله . إن الاقتتال الطائفي لم يكن وليد اليوم ، بل جاء نتيجة الصراعات وألاحقاد الدفينة ، وهي ألغام موقوتة في المجتمع العراقي تراكمت عبر مختلف العهود، وكانت تنتظر اللحظة المؤاتية للانفجار. كما واستغلت الدول الإقليمية هذه التعقيدات لصالحها فصبت الزيت على النار. ، وعلى الرغم من تعقيدات المجتمع العراقي وتصارع مكوناته، كان بالإمكان التخفيف من حدة هذه الصراعات الطائفية لو ترك العراقيون يتدبروا أمورهم لوحدهم بعد إسقاط حكم البعث. فلو لا تدخل دول الجوار والتي يبدو لا يرضيها العملية السياسية الجاريه فيه ، والمشروع الوطني الذي بدات ملامحه تظهر ، وبالتالي يدق صاقرة نهاية حكمهم ، وكذلك تنظيم القاعدة كان له الدور الكبير في التحريض على النزاع الطائفي في العراق ، كما ان التحريض الإعلامي العربي ضد العراق، كان له الاثر البالغ في تأجيج هذا الصراع.وتبقى الايام المقبلة حبلى بالأحداث والمفاجآت التي يأمل الشعب العراقي ان لا يكون هو الخاسر فيها، متطلعا الى تحسن الوضع الامني والعيش بسلام كباقي شعوب العالم.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك