المقالات

آه كم هو الموز لذيذ..!..


 

ليس بالإمكان تصنيف مشيخة قطر ضمن الدول الكبرى، ومن الأنصاف أيضا أن لا تصنف بين الدول الصغرى، بل ووفقا لمعايير تصنيف الدول فأنها ليست دولة..!

إنها مثلما ورد في بداية ما كتبنا:"مشيخة" أو ربما نرفع من هذه الكلمة حرف الياء.!...فقطر لا تمتلك بعدا تاريخيا كدولة، مع أنها  وضمن السياق التاريخي تقع في واحدة من أقدم مناطق تشكل الدول، والى ما قبل نصف قرن من الزمان لم يكن العالم يعرف شيئا عن دولة أسمها قطر..ربما يعرفها النوتية الذين يبحرون في الخليج حيث يلقون أشرعة سفنهم للراحة هناك أو لقضاء الحاجة، ولا شيء غير ذلك..!..وقطر وحتى اليوم لا تمتلك المقومات العسكرية والبشرية لأن تجد لها موطيء قدم بين الكبار، ولذلك فإن وزير خارجيتها لاذ بالصمت حينما "رزله" لافروف "خوش رزالة تسوه عمره" ...لافروف وزير خارجية روسيا أستمع الى مداخلة لحمد بن ثاني  حول سوريا في الأمم المتحدة، ولم يرد لافروف على فحوى المداخلة التي طالب فيها حمد بالديمقراطية والعدالة للشعب السوري..فقط سأل سؤال واحد لحمد: أين تقع دولتك يا حضرة المتكلم..؟!

قطر مثلما تعلمون هي بشريا وعسكريا أضعف من مصر و السودان ، و مع ذلك لا تتصرف مصر أو السودان ما تتصرفه قطر في الشأن الدولي..لكن "أنف" قطر يندس في لعبة الأمم في مفارقة فجة، سببها أن قطر ليست دولة بل هي بالحقيقة "بنك قطر"..

"بنك قطر" الذي ترأسه الآن  أمرأة  خضعت للعشرات من عمليات التجميل، ويحيطها جيش من خبراء الرشاقة والمكياج والخياطين وصانعي الأحذية وقليل من صانعي العقول، هذه المرأة التي أسمها "موزة".. تزوجت من رجل أمضى عمره جالسا على صينية طعام حتى صار فيلا،  هذا الرجل إستأثر بميراث أبيه من الغاز والبترول بعد أن طرد الولد الأب من بئره....في "بنك قطر" تعمل الموزة والفيل على نشر قيم الديمقراطية في غير مكان من بلاد العرب وربما سيمتد مساعهم الى الأكوادور مثلا!

في دول البنوك البترولية ليس من مكان للديمقراطية، فالعمل المصرفي ليس فيه مكان لها، العمل المصرفي تعبير حديث عن التملك وإدارة الأموال، وهي مهمة "تملكية" لا مكان فيها لرأي غير رأي المالك ـ الملك ـ الأمير ـ الشيخ ـ رئيس الدولة  ـ السلطان..

وقطر أو "بنك قطر" من هذه الدول التي ركيزتها الأساسية بئر غاز وقاعدة عسكرية أجنبية وعائلة حاكمة متصارعة ينقلب فيها الابن على أبيه..وهو مشهد لطالما تكرر في "كل" دول البترول..

دول البنوك ليس من حاجة فيها للديمقراطية، فقد عوض مالكيها البرلمان بفتاوى الشيوخ، قطر جلبت واحدا منهم اسمه القرضاوي ونصبته مفتيا يشرعن لها حياتها، مثلها مثل السعودية حتى لا يحاسب العائلة الحاكمة أحد.

دول البنوك ومنها دولة بنك قطر، بحاجة الى من يحميها، فقد وجد حكامها أنه ربما ستأتي لحظة يحتاج فيها شعبها الى دولة تقوم على ركائز العدالة والديمقراطية والقيم المدنية ناهيك عن أن الإسلام حاضر فيها بقوة، ولذلك أتكأ فيل قطر وموزته على الأمريكان، الى حد باتت فيه قطر حيا في نيويورك يجاور حي منهاتن الشهير فيها..!

قطر اليوم ومع أنها تمتلك إمكانات مالية ضخمة، لكن هذه الأمكانات ليست تحت سيطرتها ولا تستطيع التصرف بها، وما تتصرف به ليس أكثر من الأنفاق لتطبّيق المخططّ الأمريكي في المنطقة، وأميرها الفيل حمل حملا من مليارين من الدولارات لإسقاط القذافي، وحمل خمسة أضعاف هذا الحمل أي عشرة مليارات لإسقاط بشار الأسد، ومن المؤكد أنه يحمل اليوم الى العراق حملا  يقدر بأربعة أضعاف ما حمله الى سوريا..فقط أربعين مليار دولار لاغير..!

كلام قبل السلام: آه كم هو الموز لذيذ..!

سلام...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
متابع
2013-05-22
كلام جميل يذكر بماضي هؤلاء التوافه , لكن نحن بحاجة الى حذاء تضرب راس العقرب الذي امتلا سما وبات لا بد من نعل يضربه . هل ياترى العراق بلد الحضارة وبلد الشهداء بلد الحسين صلوات الله عليه يصبح محلا لعبث حمد وموزة , اين ابطال المعارضة الذين قاوموا صدام وجبروته . اين المتبجح بالكلام المتفلسف الذي يظن انه السياسي الاوحد والمتكلم الفريد في العالم الجعفري اين ابو اسراء البطل الذي سحق بقدمه اقوى وامتن روابط الاخوة والدين ليبقى على الكرسي , لا يهمهم الامر لان قطر انما تستهدف الشيعة وهم في مأمن . الله لكم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك