المقالات

تراجع الدينار.. وسعران للصرف.. عودة للوراء


 

 

يزداد التزاحم والطلب على الورقة الخضراء. فالفجوة بين العرض والطلب تتسع ـ منذ أشهر ـ بمعدل 60 ـ 70 مليون دولار يومياً.. فتولدت سوق سوداء وسعران للصرف بفارق 8 ـ 10%.

وهذا امر مقلق يعيدنا لسياسات التضخم واسعار الصرف المتعددة. فخلاف دينار "الرانك زيروكس" الذي تحول لورقة لا تساوي قيمتها.. ولضريبة غير منظورة يدفعها المواطن نتيجة "الاصدار التضخمي"، فان الدينار الجديد تحول لعملة "صعبة" ارتفعت قيمتها (20%) واكثر امام الدولار (2004 ـ 2012).. فما دام الدولار يُشترى بالدينار القوي و"الصعب"، فان هذا من شأنه ان يبدد ـ كسياسة ـ شكوك الهدر والتهريب، من دون ان يلغي دور الرقابة والمتابعة لمنع تلاعب المتلاعبين.

مشكلتنا ان لدينا دينارا قويا مصدره الواردات النفطية ينتمي لاقتصاد ضعيف احادي السلعة يعتمد على الخارج.. ليس للاستيراد والسياحة فقط.. بل ايضاً للتعلم والطبابة والهجرة والاقامة والاستثمار والمضاربة والادخار، الخ. وبدل ان نحسن اداء الاقتصاد ليصبح قوياً، ونعزز شروط انفتاحنا لمصلحة المجتمع والاقتصاد الوطني.. وليصبح للدينار مركز اقليمي ودولي يزيد من قوته والطلب عليه، هربنا للامام وبدأنا بتحميل السياسة النقدية الناجحة عموماً تبعات السياسة الاقتصادية الفاشلة عموماً. وذهبنا لملاحقة الفلس وخسارة الدينار، واتهام واعتقال الناس اولاً لنوفر الدلائل والقرائن لاحقاً.

ما لم تتغير المفاهيم والاجراءات مع تغير الانظمة فانها ستتصادم، كما يحصل الان.. فعندما نتخلى عن سعر الصرف الرسمي لمصلحة العرض والطلب.. وعن تقييد التحويل الا باستثناءات، الى اطلاقه بعد توفير مستلزماته.. وعندما نسعى للانتقال للاقتصاد الاهلي واقتصاد السوق، عندما تحصل هذه التحولات، ويحرم الدينار القوي من اشباع حاجته من الدولار، فان ذلك سيضعف الاقتصاد، ويدفع رؤوس الاموال للهرب ويمنع غيرها من المجيء.. وسيقلل ثقة العالم بالدينار ويضعفه.. فلا يؤسس لنفسه استقراراً محلياً واسواقاً خارجية.. وسيزيد من عوامل التبعية للخارج.. ويشجع التضخم والفساد والغش.. وشواهدنا كثيرة، كالشركات المؤسسة بسرعة في عواصم مختلفة، والمستعدة لتزويد الراغبين "بفواتير" تحمل تصديق السفارات والشركات، لتسهيل التحويل لغرض الاستيراد.. وكالحصول على الدولارات عبر تجميع الجوازات، للاستفادة من فارق السعر، وليس للسفر حقيقة.. كل ذلك بكلف اضافية سيدفع ثمنها الاقتصاد والمواطن.

الاقتصاد كالطبيعة يمكن استثمار قوانينها ودرء بعض مخاطرها.. لكن لا يمكن اللعب بتوازناتها وتجاوز حدودها.. والا سترتد علينا كانحباس حراري و"تسونامي" وتصحر وتقلبات لا نفهمها.

31/5/13520

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
العم سلام
2013-05-21
وكالتنا الحبيبه تحية لفخامة نائب الرئيس المشكله الكبرى هي تخبط الاداء الحكومي وفشل كل سياساة الحكومه والبنك واللجوء لبيع الدولار يجب ان لايكون سياسه دائمه للبنك لآن نتائجه ستكون سلبيه والبنك عندما يبيع الدولار للشركات بأسلوب تجميع الجوازات انما يساهم بتهريب العمله الى الخارج وخاصة عبر اقليم كردستان لم نجد بنكا اهليا واحدا يشتغل من اجل تحريك عجلة الاقتصاد واعمالهم لاتتعدى شراء وبيع الدولار ثم من يقول ان التحويلات الجاريه هي لتغطيه بضاعة مستورده ؟ العكس صحيح مافيات الملحقيات تساهم الان بالتهريب؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك