المقالات

قتل الايزيديين جريمة بابعاد وطنية وانسانية


 

 

لم يكن الظلام قد حل تماماً.. فمع غروب الشمس، وفي حوالي الساعة السابعة والربع قبل عدة ايام، نفذ مسلحون، وامام انظار الناس وقوات الامن في منطقة "زيونة"، جريمة قتل اودت بحياة 10 مواطنين عراقيين ايزيديين وجرح اخرين في عمليات قتل بدم بارد وبكواتم الصوت..

 كما نفذت في منطقة "الشعب"جريمة مماثلة قتل فيها 5 ايزيديين. فكان ضحية سلسلة العمليات قتل 15 مواطناً وسقوط اعداد من الجرحى. وجميع هؤلاء، حسب المعلومات الاعلامية، هم من اصحاب محلات مجازة لبيع المشروبات الروحية. مما يستدعي وقفة مسؤولة وشجاعة ازاء هذه الجريمة البشعة النكراء.

من هم المنفذون؟ هل هم ارهابيون.. ام متعصبون يريدون تطبيق قانونهم الخاص؟ وكيف يمكن لاربع سيارات مظللة ان تسير في شوارع مكتظة، وتشق طريقها، وتنفذ جريمتها دون ان تلاحق او تطارد في عاصمة 10% من سكانها هم من قوات الامن والجيش وحماية المنشآت والشخصيات.. الخ.

فاذا كانوا ارهابيين يرومون زرع البلبلة، واظهار هشاشة الامن، افلا يتطلب تكرار هذه الجرائم، وقتل الناس في مساجدهم وحسينياتهم ودور عبادتهم ومواقع عملهم ومراسم تشييع موتاهم واداء شعائرهم ومظاهراتهم ومقاهيهم واسواقهم معرفة مواطن الخلل.. ومعالجة الامر جذرياً ضماناً لحماية ارواح الناس، التي هي المهمة الاولى والاساسية للدولة، بل لوجودها ابتداءاً؟

واذا كان هذا من عمل جماعات تريد تطبيق قانونها الخاص ليصبح فوق احكام الدين وقانون الدولة.. فهذه اهانة وجريمة بنظر الدين والدولة والمجتمع.. فللدين احكامه ومراجعه التي لا تجيز لكائن من كان ان يطبق قانونه الخاص، وإلا لاصبحنا امام فوضى مطلقة..فيذهب بعضهم لقطع ايدي مواطنين او رجمهم او قتلهم او جلدهم لاتهامهم بسرقة او زنى او قتل او تناول خمر، وما الى ذلك.

لم تحصل هذه الامور، ولا تحصل، في بلد تنظمه دولة وقانون ودستور.. سواء أكانت ممن يقيم الاحكام الشرعية او التي تحترمها ولا تمس بها.. او التي تقوم على اسس "علمانية" فقط.. فجميع تلك الدول والتجارب تضع الامر بيد الدولة والقوانين المعمول بها وما توفره من حماية للمواطنين دون استثناء، ومن احترام الجميع للقانون دون استثناء أيضاً..فهذه جريمة نكراء سواء اقامت بها مجاميع ارهابية او متطرفة، لا فرق.. يشم من ورائها رائحة المزيد من "الخاوات" والفساد.

 

28/5/13519

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2013-05-20
اقتلوا البعثيين قتلة الايزيديين
جمال ملاقره‌
2013-05-19
يا مفکر العراق الکبير يا أستاذ عادل کلامك يصح في بلد يحکمه‌ ، إما الشريعة السماوية أو القانون ، لکن نحن نعيش في دولة تحکمها دولة لا قانون.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك