المقالات

لن اقطع يدي الفاسدة...!


 

يقال دائما ان ما نتعلمه في الصغر يبقى عالقا في اذهاننا ابد الدهر ورغم كل الاراء العلمية والنفسية حول هذا القول الا انني ومن خلال تجربة واقعية مؤمن بشكل كبير بهذه المقولة والى اليوم لا تزال عالقة في ذهني الكثير من الافعال التي نهيت عن ممارستها من قبل والدي او اساتذتي في مرحلة الطفولة وبالفعل فاني لا زلت مبتعد عنها نتيجة ذلك النهي.

ولا زلت الى اليوم اتذكر العديد من الاحاديث والشعارات التي كنا نتعلمها خلال مرحلة الدراسة الابتدائية ومن تلك الاحاديث التي كنا ندرسها هو الحديث النبوي "لو اني فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها" والتي يؤكد فيه رسول الله "ص" على ان تطبيق القانون لا يوجد فيه مجاملة او محاباة او تمييز ان كان المجرم من اشراف القوم او من فقراءه او من القريبين من السلطة او من اعداءها أي ان الجميع سواسية امام القانون وبقى هذا الحديث وهذا المبدأ ملاصقا لي في حياتي منذ يوم قراءتي وتعلمي له.

لكن الذي يبدو ان الحكومة العراقية الحالية وللاسف لم تدرس هذا الحديث النبوي ولم تتعلمه خلال مرحلة طفولتها فنجدها تتعامل مع ملف الفساد في البلاد بازدواجية غريبة جدا تعتمد على مدى قرب الفاسد من السلطة من عدمه فان كان الفاسد قريب من السلطة نجد الحكومة تحاول جاهده لطمر كافة تداعيات ملف الفساد الخاص به وتمارس تعديم كبير ضده وضد ابطاله.

في حين نجد السلطة عندما تريد ان تخرج لنا دراما لقضية فساد تعيش فيها احدى المؤسسات او الدوائر التي قد لا تطيعها بالشكل الصحيح بصورة تضخيمية حتى لو كانت ملفات الفساد في تلك الدائرة او المؤسسة بسيط، وفي مثال على ما اتناوله ها هنا هو ما حصل مع ملفات الفساد المتعلقة بصفقة الطائرات الكندية التي تم شرائها من قبل مكتب رئيس الوزراء وقضايا الفساد المتعلقة بصفقة الاسلحة الروسية حيث وجدنا السلطة تعمل جاهده على عدم اظهار هذه الملفات للعلن وللرأي العام ووضع العديد من الحواجز والعقبات للوصول الى المعلومات الحقيقية لتلك القضايا والسبب في هذا كله لان الاسماء المتورطة بقضايا الفساد تلك اسماء مرتبطة بالسلطة وقريبة منها.

في حين اننا عشنا تصعيد غريب في قضية الفساد الخاصة برئيس مفوضية الانتخابات السابق فرج الحيدري واخذ سيل هائل من المعلومات يتدفق على وسائل الاعلام بخصوص ما كان يوصف بقضايا الفساد داخل المفوضية وكان الغريب في الامر ان القضاء عندما قال كلمته اتضحت الحقيقة ان الحيدري كان يحاكم بسبب هدر مال يقدر بـ200 دولار فقط لاغير وهو ما حصل ايضا مع قضية البنك المركزي العراقي والتعامل مع قضايا الفساد التي اثيرت حوله.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك