المقالات

الحاجة الى سلطة من الـمهندسين...! ...بقلم: قاسم العجرش *كاتب وإعلامي


 

لا شك أن الأداء الحكومي ضعيف ومتخبط، وهذا ما تقره "المجموعة" الحاكمة نفسها، ولكن ووفقا لمعايير العمل السياسي التي تلقي ظلالها دوما  على الأداء الحكومي، فإن الأمر يبدو طبيعيا لأننا نعيش ما يصح أن نطلق عليه حمى تغوّل الشعب على السلطة، بعد سنوات طويلة من تغوّل السلطة على الشعب..!

 ولا يبدو هذا الطرح مخرجا مناسبا، تعفى بموجبه السلطة الحاكمة من مسؤوليتها في تردي الأوضاع الاجتماعية و الاقتصادية التي نعيشها..لأن المشكل يكمن بنيويا في جسد السلطة، وأعني بالسلطة هنا الدولة بكل عناصرها التنفيذية والتشريعية والقضائية، أقول أن هذا المشكل يمكن تفكيكه والخروج من المآزق العديدة التي سببها بإعادة النظر بالأسس التي قام عليه بنائنا السياسي وهيكلية الدولة منذ نيسان 2003..

والحقيقة أن معظم عناصر البنية الحاكمة غير صالحة، ليس لأنها غير صالحة بذاتها، لكنها تبدو غير صالحة بسبب عدم وجود "تصميم" لنظام حكم خادم ..

فالنظام الذي تسير به الدولة ـ السلطة، غير النظام الذي تسير به الدولة الخادمة، وهدف "السلطة" غير هدف "الخدمة".. ومكونات دولة الخدمة تختلف إختلافا جذريا عن مكونات "دولة السلطة".. وتجربتنا السياسية في الحكم منذ نيسان 2003 قدمت لنا نموذج "دولة السلطة"، التي وللأسف لم يجمع بين مكوناتها أي شكل من أشكال الفكر أو البرامج، بل ما جمع بينها هو اقتسام كعكة السلطة لا غير، والدليل أن ما يحصل اليوم وقبله من أزمات متتالية في العديد من القضايا لم يكن قد تسبب به إختلاف على عقيدة أو فكر أو برامج ، بل أن معظم الأسباب تكمن في تجاوزات مكونات "دولة السلطة" على بعضها البعض..

ونستطيع القول أن "دولة السلطة" ليست هي "الدولة الهدف" التي يبغيها شعبنا، كما أن "هدف السلطة" غير "سلطة الهدف" ..هدفنا أن نبني "دولة" تكون "السلطة" فيها للبرامج والأهداف، وأن تكون لدينا برامج وخطط وتصاميم تماما مثل تلك التي يهندسها المهندسون المعماريون..!

 إذ وبعد أن يدرسوا متطلبات المنشأ ورغبات رب العمل، يقرأون أفكاره والمؤثرات المحيطة والمحددات الاجتماعية والبيئية، والاستجابة للتعقيدات التي تحيط بهم، فيضعون"وثائق" المشروع بدءا برؤية متكاملة للمشروع وجدواه، ومن ثم يشرعون بوضع المخطط العام مرورا بتفاصيل الواجهات والمقاطع، ويتركون التفاصيل المدنية والميكانيكية والكهربائية والاتصالات لغيرهم من المهندسين وكل حسب تخصصه، فيما يبقون هم ممسكين بالرؤية والمخطط العام، يحرصون على تنفيذهما وفقا لتلك الرؤية، مع سماح بتغييرات لا تتعدى 5% من المخططات الأصلية ووفقا لمتطلبات سير المشروع...

 كلام قبل السلام: فيما معظم ما قدمته السياسة للبشرية كان شيئا ضارا، لم يحصل أن قدمت لنا الهندسة شيئا غير مفيد منذ أول لبنة في التاريخ...!

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
قاسم العجرش
2013-05-18
الأخ الكريم ابوسجاد المحترم: حياكم الله وشكرا لمرورك الكريم أنا لم أطالب بسلطة من المهندسين قط، وأرجوا أن تقرأ المقال مرة أخرى، أنا طالبت بسلطة "أن تكون لدينا برامج وخطط وتصاميم تماما مثل تلك التي يهندسها المهندسون المعماريون..!".زأكرر قلت "مثل"..هذا من جهة، ومن جهة أخرى المهندسون عملة البلد النادرة ولا يصح أن نعدهم بالأطنان إستهانة بهم..على أية حال أحترم رأيك وشكرا لك مرة أخرى
ابو سجاد
2013-05-18
الاستاذ صاحب المقال المحترم.... لا تنسى ان اطنان من المهندسين موجودين في مؤسسات الدولة ذات القرار...ما الذي جنيناه منهم...واقرب مثال وزارة الكهرباء...والكلام يطول...سيدي الكريم صححيح ان المنهج العلمي والتخطيط له دور مهم في البناء ولا يغيب عن بالنا ان الأنسان المالك للظمير اهم تلك المقومات..أزمتنا في العراق حاليا أزمة ضمائر وليست أزمة تخطيط او ازمة امكانيات علمية ولا ايدي عاملة ولا اجور...شكرا لك
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك