المقالات

فلم (التكفير) بالشاشة الملونة !


علي الغراوي

بعد أن كانت شاشة التلفاز تعرض برامجها وأفلامها ومسلسلاتها بألوان ألابيض وألاسود أصبحت اليوم تعرضها بألوان طبيعية لتصبح الحقيقة أكثر وضوحاً من السابق , هكذا هو حال المسرح السياسي ألأقليمي الذي تشهده سوريا بين البقاء والضياع الذي نتج من فلم ً عنوانه (التكفير) وأبطال الشر والضلالة فيه كلاً من أسرائيل والولايات المتحدة ألامريكية وتركيا وقطر وغيرها من الدول التي حصلت على أدوار أخرى في تجسيد مشاهد الشر والتعسف , كل شخصيات هذا الفلم غايتهم واحدة وترابطهم العنصري والطائفي سلاحهم , أما ألأماكن التي تُسهل في جعل المشهد أكثر طائفية وعنصرية هي سوريا بأعتبارها النافذة التي تجعل من هذا الفلم أكثر شهره في تحقيق رغبات المنتج.أخذت أسرائيل على عاتقها أن تغطي كلفة ألانتاج والدعم في نشر أفكارها المسمومة من أجل التمتع بأرضية خصبة في ظل التغيرات التي حصلت في بعض دول المنطقة العربية وتغير طبيعة أنظمتها السياسية , أما الولايات المتحدة فقد تبنت ألأفكار ألأسرائيلة وقامت بتفعيلها في المنطقة العربية بما يخدم مصالحها في النفوذ والهيمنة عبر أدواتها المخلصة لها في تنفيذ مخططاتها , فكانت قطر هي أحدى هذه ألأدوات في نشر الفكر التكفيري ,أما تركيا التي لا زالت تحلم في أستعادة أمبراطوريتها العثمانية في السيطرة والنفوذ أصبحت تتولد لديها القناعة الكافية في ضرورة ألأنضمام الى دعاة التكفير لتحقيق رغباتها , كل هذه الدول التي سادها الغموض في تحالفاتها أصبحت بصورة واضحة ألامر الذي قادها الى الدفع بجميع أوراقها من أجل تحقيق ألاهداف , فجعلت القاعدة التكفيرية تظهر بشكل جديد بتغيير جلدها الى مجاميع مسلحة تسمى ( الجيش الحر ) تحت شعار التكفير , فكانت هذا التسميات مجرد غطاءً جديد فألافعى تغير جلدها بين فترة واخرى . كان من بين ألاساليب الخبيثة التي أستخدمتها هذه الدول بجيشها الحر هو جعل الحرب بأسلوب طائفي من خلال تدمير المراقد الدينية , فمـا حصل لقبر حجر أبـن عدي الكنـدي ( رضوان الله عليه) دليل قاطع لجر الحرب بهذا ألاسلوب لكن نواياهم باتت بالفشل و أصبحت مخططاتهم مفضوحة و ان الجهاد الذي ينددون به هو مجرد مكر وخداع على عقول متحجرة , أما شيوخ الفتن في مجالس الخليج كان لها الدور في نشر الفتاوى الجاهلة التي لا يستوعبها العقل البشري لخزيها كــ ( جهاد النكاح) الذي يدعون النساء للذهاب لنصرة المجاميع التكفيرية و القيام بدور ( المناكحة ) ! , وغيرها من الفتاوى المحرضة للفساد في ألأرض من أجل تحقيق ما مطلوب لكن ألارادة ألهية هي ألأقوى , فذكر الله في محكم كتابه المجيد " وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ " .أن هذه الفلم التكفيري بما حمله من مفاهيم مزيفة وطائفية وعنصرية بغطاء ديني كُشفت ملامحه الباطلة وبدأت نواياه معلنة أمام الجميع , فمؤسساته ألانتاجية و أدواته التكفيرية مصيرها الفشل و أيراداته خاسره ولا بد أن تنقلب الطاولة على من شارك في نشر أفكاره المسمومة .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو سيف
2013-05-17
ان هذه الحرب التكفيرية ليست جديده فهي وليدة السقيفة المشئومة التي جعلت كثير من كان يدعي بانة مسلم ارتد القهقرى كما في قوله تعالى ( افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم ) فاولاً سرقة الخلافة وثانيا حرق الباب والثالثة اقتلوا اهل هذا البيت ولا تبقوا لهم باقية و و و و و ولكن كلمة الله هي العليا صدق الله العلي العظيم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك