المقالات

دخول حزب العمال مع أسلحتهم لشمال العراق إنتهاك صارخ لسيادته


خضير العواد

يحتاج عبور حدود أي دولة في العالم الى ترخيص من تلك الدولة في الدخول وهذا ما يعبر عليه بالفيزا أو تأشيرة دخول ، وإذا تم العبور بدون هذه التأشيرة أو الموافقة بالدخول يعتبر عبور غير قانوني ويعرض صاحبه الى المسألة القانونية وهذا متفق عليه من قبل جميع دول المعمورة ، والحدود لأي دولة تعتبر من أهم أدوات السيادة وأي تعدي على حرمة هذه الحدود يعتبر تعدي على سيادة تلك الدولة وفي كثير من الأحيان تكون نتيجة هذا التعدي عواقب وخيمة وفي بعض الأحيان تؤدي الى الحرب ، فألحدود العراقية تخص الدولة العراقية كافة بجميع فئات شعبها ومؤسساتها ولا تخص فئة معينة أو حزب أو قومية بل جميع الشعب معني بمسألة الحدود ، فألإتفاق التركي الكردي مرحب به لأننا نريد الخير لجميع الإنسانية وهذا ما نؤمن به ونعتقد ولكن ليس على تعاستنا وآلامنا ، فإذا أراد الترك من خلال هذا الإتفاق أن يعيش شعبهم بأمان فلماذا يريدون تصدير عدم الأمان للشعب العراقي من خلال ترحيل مسلحي حزب العمال الكردي التركي مع أسلحتهم الى شمال العراق ، فهل العراق يعتبر الحديقة الخلفية للأتراك يسكّنوا فيه ممن لايرغبون أن يعيش في أراضيهم ، ألا يعلم الأتراك أن هذه الخطوة تعدي على القانون الدولي بل إنتهاك صارخ للسيادة العراقية ، ولكن الغريب في الأمر أن الساحة العراقية قاطبةً لم تقف بحزم ضد هذا التعدي إلا بعض الأصوات الخجولة التي تخرج من هنا وهناك ، وحتى موقف الحكومة العراقية لم يكن بالمستوى المطلوب ، بل يجب على الحكومة العراقية أن تحذّر الحكومة التركية بشكل قوي وحازم وإذا لم يلتزم الأتراك فيجب على الحكومة أن تتجه الى الأمم المتحدة وتطالب بأخراج كل من دخل العراق بشكل غير قانوني وإلا فستكون النتائج وخيمة للدولة التركية وكذلك للمسلحين من حزب العمال الكردي التركي ، وهذا الموقف يجب أن تدعمه جميع التنظيمات السياسية من كردستان الى الجنوب فألمنطقة الغربية، لأن سيادة العراق تعني جميع العراقيين وليس فئة معينة لهذا كنا نتوقع ردود فعل كبيرة ضد هذا الإنتهاك السافر من قبل مسلحي حزب العمال ، بالإضافة الى وجود مجاميع مسلحة في الأراضي العراقي يمثل تهديد للأمن القومي ، وقد تستعمل فئة معينة هؤلاء المسلحين في ضرب الإستقرار العراقي ، لهذا يجب أن تدعم جميع فئات الشعب العراقي الحكومة العراقية وتخرج بمظاهرات رافضة لهذا التعدي على السيادة من قبل الحكومة التركية وكذلك حزب العمال الكردي وتدفع الحكومة العراقية على إتخاذ موقف صارم إتجاه هذا الإنتهاك السافر لسيادة العراق ، فألعراق كألشجرة التي تنشر ظلالها على كل العراقيين فيجب علينا أن نحمي هذه الشجرة من الإعتداء حتى تعيش جميع فئات الشعب العراقي تحت ظلالها بسلام وأمان .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك