المقالات

شهيد المحراب وذكراه العطره


احمد سعدون

مرت علينا ذكرى استشهاد اية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم ( رض ) في قلوب تعتصر من شدة الالم وعيون تبكي بحرارة على فقدان جهبذ همام وقامة طويلة شامخة من قمم العراق و مرجعا دينيا ومفكرا اسلاميا وفيلسوفا ومؤسسا وقائدا ومرشدا كان يعيش في زمان سبق فيه من عاصره في مسائل الوعي الحركي والتنظيمي كان يعيش المستقبل في نظرة واقعية طروحاته عنوانها الإنسانية بعمومها متجاوزاً المذهبية والمناطقية فمن يراجع خطاباته وأطروحاته لايجد فيها البعد الديني الخاص بدين معين او بمذهب خاص وإنما تجده يناقش فكرة هي من صميم الإنسانية حاملاً العراق في قلبه بكل أطيافه حاثا على الإخوة والتسامح جاعلاً منها منطلقاً وعنواناً ثابتاً لبناء بلد متعدد الألوان واصفاً اياه بباقة الورد المتعدد الألوان الزاهية والروائح الطيبة كانت حياته الشريفة جانب مشرق مبشر بآلاف الخيرات. فكلما اشتد و تعسر و ضاق هذا الجانب، كلما ارتفع سماحة السيد درجات و درجات و نال المراتب العلى؛ إنه جانب الــجـــهــاد فــي ســبيــل اللــــه وهذا يظهر جلياً الى العلن حينما ننتبع جهاد هذه العائلة في صراعها مع الطواغيت التي امتدت لعقود من الزمن من اجل نصرة الشعب العراقي والأمة الإسلامية وتقدم اهل بيته وأنصاره ومؤيدوه قرابيناً على طريق درب الحرية ومن اجل نصرة المظلومين وإعطاء كل ذو حق حقه كلماته ما زالت حاضره فينا وبيننا شامخاً شموخ جهاده، راسخاً رسوخ كلماته، سباقاً في التقريب بين المذاهب، وبالتجمعات واللقاءات التي تجمع بين المسلمين سنة وشيعة، داعياً إلى احترام الخلاف المذهبي الفقهي الموجود في داخل المذاهب بل وفي داخل المذهب الواحد أيضاً، وأن لا يتمَّ استغلاله كمعبر للعصبية التي لا علاقة لها بالدين كانت دعواته للتقريب بين المجتمعات العربية متواصلاً مع رؤسائها ووجهاءها كان يريد للعراق ان يصبح حاضراً متميزاً بين شعوب المنطقة بعد ان جعله النظام المقبور في عزلة من خلال حروبه الهوجاء وسياسته الرعناء واستطاع ايتامه القزام باستخدام حيلة الغدر اسلوب ابائهم عبر التاريخ من النيل من هذا الجبل الشامخ عبر تمزيق اجساده اربا اربا ولكن غفلوا هؤلاء القتلة بان فكره اصبح شعلة مضيئة تكسر ظلامهم الدامس ، فما أروعك سيدي من انسان ما اروعك من ظاهرة نورت سماء الانسانية ما اروعك من مثل نتعلم منه المنهاج الواضح ونسير على هديه بلا خدع بلا صور بلا تزويق بلا دعايات واعلام كاذب وانما منهج حقيقي صادق ومتين فسلام عليك يوم ولدت ويوم عشت ويوم تبعث حيا.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك