المقالات

توقفوا... انه يوم الشهيد العراقي !!


حيدر عباس النداوي

تتخذ معظم دول العالم إن لم يكن جميعها أياما محددة لمناسباتها الوطنية والدينية تعكس في معظم الأحيان ارتباط هذه الأيام بإحداث مؤثرة او تضحيات كبيرة غيرت من واقع الشعوب ورسمت ملامح جديدة لمستقبل واعد لتكون هذه الأحداث وهذه التضحيات نقطة انطلاق وتلاقي لجميع أبناء الشعب دون البحث في تفاصيل وجزئيات الانتماء طالما ان التضحية كانت من اجل الجميع .والعراق ليس استثناءا من الدول التي قدمت تضحيات جسام من اجل التخلص من الظلم والاضطهاد والعبودية والتخلص من الديكتاتورية والاستغلال، فتاريخه حافل بالثورات والدماء والتضحيات وبمواقف الرجال وبطولاتهم الا ان العراق استثناء في عدم استذكار عظمائه او الوفاء لهم او استذكار بطولاتهم والتغني بأمجادهم فهو ان أستذكرهم يمر على تضحياتهم مرور الكرام ولا يعطيهم الحق والمقام الذي يليق بما ضحوا وما قدموا بسبب الولاءات الطائفية والحزبية وبسبب عدم تفاعل المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني والفعاليات الاجتماعية والسياسية الاخرى.ويوم كيوم الشهيد العراقي يفترض ان يكون يوما حافلا بالبرامج والفعاليات السياسية والاجتماعية والادبية التي تمجد تضحيات الشهداء وتستذكر بطولاتهم وتقيم لهم الشواهد والنصب التذكارية التي تتجدد مع الزمن وكل هذا ليس منة من احد بل هو جزء من رد الدين وهو تجذير وترسيخ للمبادئ والقيم التي ضحوا من اجلها.ومن المؤكد ان يوم الشهيد العراقي لا يقتصر على طيف او لون او شخص محدد بل هو عنوان لكل القيم والمبادئ والمثل التي ضحى من اجلها الرجال الشرفاء انه يمثل ال الحكيم وال الصدر وال المبرقع وال بحر العلوم وجميع الشهداء انه يمثل استذكارا لضحايا الانفال وحلبجة والانتفاضة الشعبانية والمقابر الجماعية انه يمثل شهداء الحركات الاسلامية والوطنية في العراق وعلى هذا الاساس فان يوم الشهيد العراقي يجب الا ينظر اليه من زاوية واحدة لانه ارتبط بقضية او بشخصية خالدة بل يجب ان يخلد الاخرون من خلال تضحيات هذه الشخصية ويجب ان يساهم الجميع في تشريف هذا اليوم لانه يختزن كل القيم الغالية .ان على المؤسسات الحكومية الإعلامية والجماهيرية ان تساهم مساهمة فعالة في إحياء هذه المناسبة المهمة وان تبرز من خلالها القيم والمثل والتضحيات وان تقيم المهرجانات ومعارض الرسم والكتاب وان تكرم عوائل هؤلاء الشهداء لا ان تتجاهلها وكان الامر لا يعنيها لان من ارتبطت ذكرى هذه المناسبة باسمه لا ينتمي الى الحزب الحاكم.ان امة لا تحترم رموزها ولا تحترم تضحياتها ومناسباتها امة ميتة ولا تستحق الوجود

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك