المقالات

إخراج الخدمات من نفق السياسة.! ...بقلم:عيسى السيد جعفر


 

الجمع بين التجارب المتعارضة لا يمكن أن يتم إلا من خلال تخلي كل تجربة، بحكم مقتضيات التواصل الإنساني، عن بعض مما يخصصها ويفصلها عن التجارب الأخرى، بإزاحة التنافر وباستحضار ما يوحد ويجمع لتتحول إلى صيغة تفيد الجميع، وحينها فقط، نكون قد خرجنا نهائيا من دائرة التجربة المخصوصة (المحدودة في الزمان وفي المكان )، لنلج عالم الإرث الوطني والاجتماعي المشترك الذي يبيح لنا الحديث عن الهوية والوجدان والطبيعة الخاصة بهذا الشعب.

 لكن ومع الأسف فإن الأمر ليس هكذا، إذ أنه وعوضا عن توفير الإمكانات المادية والبشرية والسياسية وتوظيفها لتطوير منظومة العمل الوطني ، وجدت هذه المنظومة نفسها أسيرة في قبضة الساسة المستندة لأهدافهم السياسية لا إلى مرجعية الشعب الكلية..ولذلك تجدنا نسير بخطى حثيثة نحو اللا وطني..ويوما بعد يوم تتكشف لنا حقائق من أن بيننا ليس بوارد الوطن، بل هو في وارد فئته وطائفته وحزبه وفي أكثر الأحيان لا يحضر أمامه غير شخصه..

لقد أضحت حركة المنظومة الوطنية ضمن مقتضيات الصراع السياسي الغامض والملتبس والمرتبك فقط، وبدلا من أن يسعى الساسة لاكتشاف مواطن ضعفها وخللها ، تجدهم يسعون وبلا كلل لإضعافها وتقويض أسسها .. وكمثال على ذلك هو أن الساسة وللدوافع التي أشرت إليها، أخرجوا منظومة الخدمات من حيزها المهني والمؤسساتي، وأدخلوها في مسارات التوظيف السياسي والفئوي والحزبي والشخصي، ولذلك فشلت مجالس المحافظات ..

 لقد تداخلت معالم الخدمات في معالم السياسة، ووظفت الدولة وميزانيتها من قبل (قبضة السياسي) لخدمة مستقبله لا مستقبل الشعب، ومجالس المحافظات التي انتهت ولايتها أول أمس،وعلى الرغم من صلاحيتها الدستورية والتشريعية والتنفيذية الواسعة، إلا أنها كانت تلعب لعبة (الحية والدرج) تلك اللعبة التي قلما يربح لاعبها مهمة المجالس الجديدة ستكون عسيرة ومعقدة، فألى جانب واجبها الذي أنتخبت من أجله وهو بناء حكومات محلية خادمة، فإن عليها إخراج الخدمات من نفق السياسة المظلم..

45/5/

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك