المقالات

نبش قبر حُجر.. لن يمحو ذكراه بل يجددها ..بقلم: د. عادل عبدالمهدي* نائب رئيس الجمهورية المستقيل


هل هدم مرقد الصحابي الجليل حُجر بن عدي ونبش قبره ونقل رفاته - كما ذكرت الأخبار- من صراعات الماضي ولا علاقة له بالحاضر؟ هل يهم السوريين فقط، لأنه جرى في المرقد الشريف قرب دمشق، ولا علاقة للعراقيين به؟ وهل يخص الشيعة فقط، لأن «حُجر» قتل، لرفضه التبرؤ من أمير المؤمنين عليه السلام؟إن هذا الفعل القبيح، أمر يهدد السنة، بقدر ما يهدد الشيعة.. ويهدد جميع المسلمين والعراقيين، بقدر ما يهدد السوريين.. وهو يهدد الناس جميعا، بغض النظر عن دينهم ومذهبهم وقوميتهم. فهو نهج انتشر وينتشر بين شعوب ودول كثيرة، وعنوانه الإرهاب والموت، سواء أكان في عمق التاريخ أم في الحاضر.. في مواقع السلطة أو المعارضة.. سواء وقع في أفغانستان أم سوريا أم العراق أم أميركا أم فلسطين أم أوروبا أم آسيا. وفاعله عدو الله والإنسان والإنسانية والحضارة، مهما كانت رايته أو هدفه.. كنسف تمثال بوذا، وإبادة شعب فلسطين، وقتل المسلمين في بورما وهيروشيما والأهوار وحلبجة والمحرقة، أو عندما تضرب المساجد والحسينيات والكنائس ودور العبادة، وعندما تدرس قبور الأئمة (ع) في البقيع، وعندما يسوى بالأرض برجا مركز التجارة العالمي في نيويورك، وعندما تهاجم العتبات المقدسة في كربلاء والنجف، وتضرم فيها النيران وتنهب ويقتل الناس، في القرن الماضي وقبله، وعند أعمال القتل الأعمى، والإبادة ومحو الذاكرة، وإفناء الآخر، سواء أجرت من جماعة أم نظام، من مسلمين أم مسيحيين أم يهود أم بوذيين أم كونفوشيين أم هندوس أم علمانيين، أو يقع على كائن من كان، أو أي شعب أو حضارة أو دين.. فهذه نزعات لها عمقها الفكري والعقيدي المنحرف، وهي عميقة في التاريخ، ومستمرة في الحاضر، وتوقع الفتنة المتجددة، فتستهدف الشيعة مرة والسنة مرة، وتستهدف الإمام أبوحنيفة والحضرة القادرية، كما استهدفت ضريح الإمامين العسكريين، عليهما السلام، وتستهدف الجميع، من دون استثناء، وعلى الجميع، الوقوف ضدها، إن كان في الحكم أو المعارضة.. فهذه لا علاقة لها بالصراعات السياسية والمعارك الحربية، مهما كانت عناوينها، فالسياسة لها قواعدها، والحروب لها قوانينها، إلا هذه، فلا قانون، ولا دين، ولا مذهب، ولا حياة لها.. سوى نبش القبور، ومحو الذاكرة، والإبادة، وهدم المعالم، وقتل الحياة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي عزيز جارالله
2013-05-08
ياسيدي ارادوها حربا طائفية لكن بفضل وببركة وجود السيد السيستاني دام ظلة والمراجع العظام لن يكون ذلك
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك