المقالات

من هم الأخسرون منا؟!...بقلم: قاسم العجرش* كاتب وإعلامي


 

حينما خرجنا في إنتخابات نيسان الفائت، خرجنا خروجا مبنيا على مواقف بنيناها وفقا لمعطيات أداء مجالس المحافظات الخدمي..ففي الـ 20 من نيسان ذهب بعضنا الى الإنتخابات وفي ذهنه تحضر صورة الإخفاقات الكبيرة في قطاعات  الخدمات المختلفة، فراح الى الصندوق وهو راغب بأن يلد هذا الصندوق رجالا ونساء قادرين على إمحاء هذه الصورة..

آخرين ذهبوا الى الصناديق تحت تأثيرات فئوية وحزبية تدفعهم الى أن يعيدوا إنتخاب بعض من الذين كانوا قادة للإخفاقات السابقة، كما حصل في إعادة إنتخاب شبعنا من وعودهم ولمسنا فسادهم..

آخرون وهم الأخسرون مصيرا لم يذهبوا الى الصناديق وذلك في موقف سياسي سلبي دفعتهم اليه عوامل شتى..البعض من الذين لم يشاركوننا إرادة التغيير كانوا ضحايا لفعل تضليلي نشط قام به من يريدون إعادة إنتاج منظومة الإخفاق والفساد ذاتها..وهم يدركون أنه كلما كانت نسبة المشاركة في الإنتخابات متدنية زادت حظوظهم بالبقاء..البعض الآخر من الأخسرين الذين أشرت اليهم خضع من حيث يدري أو لا يدري الى ماكينة الديماغوجية التي كانت تردد بلا كلل: لا تنتخبوا أحداً "إشحصلنا..!" فسهل بعدم ذهابهم الى الصناديق أن تستفرد تلك الماكينة بالصناديق وتملأها بما تريد..!

البعض المتبقي من الذين وصفتهم بالأخسرين بدوا وكأنهم غير معنيين بمستقبلهم، ومعظمهم من نمط أولئك الذين يتصورون أن التغيير يمكن أن يحل بأوامر عليا..وهي ثقافة ألفوها وورثوها من أنظمة القمع والاستبداد، هؤلاء كانوا بالحقيقة لا يعون ماذا ستسبب لهم عدم المشاركة من خسران، وهم بالحقيقة لا يعون ماذا تعني حقوقهم السياسية والخدماتية، وهم عاشوا وسيموتون معتنقين عقيدة من سيتزوج أمنا بعد وفاة أبينا سنناديه يا عم..

أمس ظهرت نتائج الإنتخابات، ودفعنا برجال ونساء الى مجالس المحافظات أخرجناهم بعملية ولادة طبيعية من الصناديق، ومثلما رأيتم.؛ حصل تغيير مهم وإن كان نسبيا، ومضينا قدما في ترسيخ ثقافة التغيير السلمي، التي فيما يبدو من معطيات قد انتصرت، لكن بالمقابل بقي القاعدون عن المشاركة يعضون أصابع الندم ..وبعد سنة أو أكثر قليلا سنعيد الكرة ونذهب الى الصناديق، من أجل تغيير الوجوه التي سئمناها في مجلس النواب ، وسنذهب بإرادة وعزم لأننا خبرنا أصول اللعبة، واكتشفنا أن لا شيء أكثر مضاءا وقدرة على التغيير مثل ورقة الاقتراع..

من المؤكد أن قسما منا سيبقون قاعدين عن المشاركة مثلما بقوا أمس، وسيجدون من يدفعهم لإتخاذ هكذا موقف، إذ سيجدون من يضحك عليهم مستفيدا من عدم مشاركتهم، وعندما ستنتهي الإنتخابات النيابية سيعضون على أصابعهم ندما مثلما يعضون اليوم..

كلام قبل السلام: هل لاحظتم أن ثمة تناسباً عكسياً بين مقدار الألم والشعور به؟..كلما زاد الألم قل الشعور به..!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك