المقالات

انتهت معركة الانتخابات وبدأت معركة تشكيل التحالفات


عباس المرياني

أظهرت نتائج انتخابات مجالس المحافظات التي أعلنت من قبل المفوضية العليا تقاربا في النتائج بين ثلاثة أقطاب سياسية هي ائتلاف دولة القانون وائتلاف المواطن وتيار الأحرار وأطاحت بأغلبية السيد المالكي السابقة أو المأمولة والتي كان يعول عليها كثيرا وحشد لها جمعا من القوائم والأحزاب التي تشاركه الكابينة الحكومية من اجل الضغط على الآخرين ومن اجل إعادة رسم الخارطة الخدمية للمحافظات او رسم صورة ومستقبل الانتخابات النيابية المقبلة .وتقارب النتائج وغياب الأغلبية تفتح أفقا جديدا في إعادة رسم تشكيل مجالس المحافظات تختلف كليا عما كانت عليه المجالس المنتهية والتي اعتمدت في اغلبها على قائمة واحدة او قائمتين لان تقارب نتائج الانتخابات الحالية ألغت فرصة التفرد والرغبة في الإقصاء والتهميش التي اتبعتها بعض المكونات في الانتخابات السابقة وعززت فرص شراكة الاقوياء من اجل الإسراع في تقديم الخدمات وتنفيذ البرامج والخطط التي وعدت بها الكتل السياسية الفائزة .وما ان أعلنت النتائج الأولية وقبل إعلان النتائج النهائية بدأت تحركات الكتل السياسية السرية والعلنية من اجل جمع اكبر عدد من المقاعد حتى تكون ورقة ضغط اتجاه القوائم الكبيرة الاخرى في عملية التحالف وتوزيع المناصب رغم وجود بعض الاتفاقات المبدئية على تشكيل التحالفات بعد اعلان النتائج بل وصل الامر عند بعض القوائم الى محاولة شراء المقاعد من النواب الجدد وباسعار خيالية قيل انها وصلت الى مليون دولار للمقعد الواحد لتخرق بذلك حاجز الهدف الذي من اجله تم تشكيل هذه المجالس ولتأشر حالة من الفساد المالي والأخلاقي الذي يغلف حياة هؤلاء المحافظين الذين لم يتمكنوا من تقديم الخدمات المطلوبة لابناء محافظاتهم ولم ينجحوا بانفاق الموازنات المالية المخصصة.ان نظرية تشكيل مجالس المحافظات ستكون محصورة بين محورين لا ثالث لهما محور يريد اشراك الجميع في هذه المجالس من اجل الاسراع في تقديم الخدمات للمواطنين وبطريقة تمنع وضع العراقيل باتجاه عمليات الاعمار والحشد والاسناد والخدمات واصحاب هذه النظرية يعتبرونها مسالة ستراتيجية غير قابلة للنقاش رغم وجود المبررات الكافية لديهم فيما لو تحالفوا مع طرف وتخلوا عن طرف اخر لان مثل هذا الفعل قام به الطرفين الاخرين ضد اصحاب هذه النظرية المتوازنة اما اصحاب النظرية الاخرى فهم من يذهبون الى تشكيل مجالس المحافظات على اساس الاغلبية اي من خلال التحالف مع قائمة واحدة واجبار القائمة الاخرى على ان تكون في المعارضة"اي معارضة اجبارية"لن تطول مدة تشكيل مجالس المحافظات كثيرا وربما لن يكون اي من الخيارين اعلاه هو المبدأ الذي سيتم على ضوئه تشكيل مجالس المحافظات لان التمسك بالمبادي قد تكون بضاعة خاسرة في سوق النخاسة السياسية .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك