المقالات

حجر بن عدي وزنادِقَة العصر...بقلم: الباحثة مديحة الربيعي


 

منذ أول يوم للدعوة الإسلامية  أنبرى الطغاة لمحاربتها والسعي لوأدها بكل الطرق والوسائل, فبالغوا في إيذاء الرسول الأكرم ( عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام) , ولم يتركوا طريقا" إلا وسلكوه من تهجير وتجويع وحشد الجيوش وشن الحروب, ولم ينتهي الحقد عند خاتم الرسل وحسب بل امتدت رياح الحقد الأسود الى آل بيت النبوة فتابعتهم بالقتل بالسيف والسم والسعي لطمس  ذكرهم وقتل أتباعهم, واستمر الحال الى يومنا هذا فقد ورث الأحفاد سلوك الأجداد وأتبّاعِ منهجهم من دعاوى التكفير والتفجير بحق محبي أهل البيت (عليهم السلام), فها هم اليوم يهدمون وينبشون قبر أحد  اخلص أتباع ومحبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام),وهو حجر بن عدي(رضوان الله تعالى عليه) الذي آثر أن يقتل هو وولده على أن يترك ولاية أمير المؤمنين, واليوم يكمل أحفاد القتلة المسيرة وينبشون القبور كيف لا وقد ورثوا حقد الآباء والأجداد جيلا" أثر جيل, فكل الأيادي الآثمة التي أشرعت السيوف في محاربة الرسالة المحمدية .

ونفس العقول العفنة والنفوس المريضة  المليئة بالكره والبغض لأتباع بيت النبوة لازلت تسعى لمحو ذكرهم وذكر أتباعهم كيف لا وقد ورثوها من المتوكل العباسي الذي هدم قبر سيد شباب اهل الجنة وحرث الأرض حتى لا يستدل عليه زواره, وأمر بفرض الضرائب ,وقطع الأيدي من اجل منع زيارة الحسين (عليه السلام), فجاء بعدهم من يحمل اللواء ويكمل ما بدئوا,  من هدم ونبش للقبور وقتل وتقطيع أوصال الزائرين,  وقتل  الأطفال  الرضع من أتباع أهل البيت(عليهم السلام), كما فعل حرملة عندما قتل رضيع الحسين عليه السلام, فالتاريخ يعيد نفسه مع اختلاف الزمان والمكان والوسائل والطرق لكن المضمون يبقى واحد", والسؤال الغريب الذي يطرح نفسه هل أن مخططات الحرية التي يزعمون يعيق تقدمها اتباع أهل البيت(عليهم السلام)؟  ام يعيق تقدمها قبر حجر بن عدي(رضوان الله تعالى عليه)  بالتحديد؟ ولماذا لا يكون الجهاد ودعم الأحرار في فلسطين ضد الصهاينة؟ ولماذا لا تدك معاقل  اليهود وحائط المبكى المزعوم ؟ ولماذا تجمع الأموال لبناء هيكل سليمان في إسرائيل بينما يهدم قبر حجر بن عدي (رضوان الله تعالى عليه) في دمشق؟ ولماذا السكوت عن السعي لهدم المسجد  الأقصى ولا تصدر فتاوى الجهاد للدفاع عنه؟ وهل أن هدم قبر حجر بن عدي(رضوان الله تعالى عليه)  يفتح آفاق الحرية لكم؟ ام انه يعيق مخطط الشرق الأوسط الكبير الذي تديره أمريكا وتموله إسرائيل, وتنفذه أذيالهم من المتصهينين ممن يدعون العروبة؟

 إن كل هذه الأسئلة توضح فكر هؤلاء ممن يحسبون خطئا" على الإسلام من زنادقة العصر وطغاة قريش الجدد, وأن أصنام أسيادهم من اليهود هي اقدس لديهم من مساجد الإسلام التي تستباح في فلسطين وفي بورما, فحجر بن عدي (رضوان الله تعالى عليه) مضى على سيرة امير المؤمنين (عليه السلام)شهيدا" لا يخشى في الحق لومة لائم, لم يَبِعْ دينه بدنياه كما فعلتم ولن يضيره نبش قبره فسيرته بيضاء لا تلوثها قذارة عقولكم, ولم يُقًبِلُ يوما" أيادي الظالمين كما تفعلون مع اليهود, فبدل أن تهدموا القبور دافعوا عن مقدسات المسلمين وعن كتاب الله وعن المستضعفين في بورما الذين لاقوا الأمرين بسبب  كونهم مسلمين, واعزموا  على تحرير مسرى الرسول الاكرم الذي يقبع تحت نير اليهود, فالأقصى أولى بجهادكم من قبر حجر بن عدي(رضوان الله تعالى عليه).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك