المقالات

في الانتخابات: عسف ما بعده عسف..!...بقلم: قاسم العجرش *كاتب وإعلامي


 

يبدو أن أرادات سياسية فاعلة وقوية، تقف وراء استمرار مشكلة سجل الناخبين قائمة بلا حل، طيلة هذا العمر الراشد من ممارستنا الانتخابية..فبنيسان هذا تجاوزت ممارستنا الديمقراطية مرحلة التجريب، أو على الأقل تكون قد قطعت منها مراحل مهمة ..ويفترض وبعد عشر سنوات من عمر العملية السياسية أن نخلف وراء ظهورنا الارتجال في العمل ، ويفترض أيضا، أن لا نركن الى  الاستسلام للمشكلات تحت ذرائع عدم القدرة والتمكن، أو بالعمل بالممكنات فقط،  أو برمي المسؤولية على بعضنا البعض..

أقول هذا وأنا ومثلي غيري من المتابعين نقف مكبرين توجه الملايين من أبناء شعبنا الى صناديق الاقتراع، لكن من بين هذه الملايين كانتا أعدادا مهمة وكبيرة قد رجعت بخفي حنين، إذ أخفقت بممارسة حقها بسبب الإرادات التي منعتهم من ممارسة حقهم...أقول إرادات ولا أقول أخطاء، لأن الخطأ بالحقوق ليس مسموحا، فالخطأ باكتشاف الناخبين عدم وجود أسمائهم في سجلات الاقتراع هو عملية إعدام لهذا الصوت، وليس ثمة وصف أقل حدة من هذا الوصف، وتبريره والتمنطق بالبحث عن أعذار واهية لحدوثه، تشبه الى حد بعيد إيجاد الأعذار والتبريرات لعملية إعدام محكوم بالإعدام عن طريق خطأ أكتشف بعد عملية تنفيذ الحكم..!

ففي الساعة الخامسة مساءا أغلقت المفوضية صناديق الاقتراع، وهكذا وفي تلك الساعة ضاعت الفرصة والى الأبد على من لم يجدوا أسمائهم في السجلات أن يمارسوا حقهم..وذلك عسف ما بعده عسف..!

ستقول المفوضية أنها  فتحت مراكزها أمام المواطنين لمدة شهر كامل لتحديث سجلات الناخبين، وستقول أنها باتت بهذه الوسيلة غير مسؤولة عن ضياع صوت المواطن، وأنها عملت الذي عليها...

والقول هذا مردود جملة وتفصيلا، فالمواطن غير مسؤول بأي حال من الأحوال عن تحديث سجله الانتخابي، بل هو ليس معنيا بالأمر من أساسه، وليس من مهمته طرق أبواب المؤسسات الحكومية ومنها أبواب المفوضية للتأكد من ورود أسمه في القوائم الانتخابية..إذ أن على تلك المؤسسات ،ومها المفوضية أن تطرق بابه، سيما وأنها تمتلك كل الأدوات اللوجستية والمالية والبشرية، التي تمكنها من إتمام هذا الجانب من العملية الانتخابية..وكان حريا بالمفوضية بدلا من أن تجلس موظفيها في مراكز التحديث مدة شهر بأكمله بانتظار المواطن كي يطرق بابها، أن توجه موظفيها لطرق أبواب بيوت المواطنين لتحديث سجلات الناخبين، تماما مثلما تفعل فرق تلقيح الأطفال التي ترسلها المراكز الصحية الى أحيائنا وبيوتنا وقرانا...

إن التعكز على سجل بال هو سجل البطاقة التموينية في إعداد سجلات الناخبين هو كمن يلقي عصاه على غاربها، وليس لي إلا أن أصف المفوضية بهذا الوصف. وليس لي أن أشيد بها كما يفعل غيري، وأذا تركنا لعبة الإشادات والتثمين وغيرها من "العادات" السيئة في تداولنا الإعلامي، فإن المفوضية في المقام ألأول تؤدي واجبا ليس إلا، وإذا كانت قد أنجزت أو أنجحت أمس انتخابات مجالس المحافظات كما سترد، فيرد عليها بأنها كجهاز بشري وظيفي يقومون بعمل غير طوعي، وأن عليها أن تنجزه بأتم وجه، لا بالمتيسر الذي هو بطاقة تموين أورثها لنا صدام كمشكلة أزلية كما أورث لنا كثير من المشكلات..

كلام قبل السلام: الأسئلة عن الأسباب تقود الى الإجابات، التي بدورها تنبت في حقلها أسئلة جديدة.. وبعد ذلك يأتي النجاح..

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك