المقالات

الكرسي البطل ..!!..بقلم: : محمد ناظم ألغانمي


 

بدأت بطولات هذا الكرسي وملحمة ألوصول أليه و إمتلاكه منذ قديم ألزمان , لأنه يمتلك مميزات عديدة تجعله محطا" للأنظار ,  ومكان للتصارع من أجل الوصول أليه , ويمتلك أيضا ( سحرا" ) عجيبا" لا يضاهى , بحيث يجعل من يجلس عليه لا يفرط فيه أبدا" مهما كلفه ألأمر , أبدأ لكم حكاية هذا ألكرسي من قبل 45 سنة وصولا إلى ألان .

كان هذا ألكرسي لرئيس جمهورية العراق وهو( ألهدام ألمقبور ) , حيث كان هو رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس مجلس قيادة الثورة ألمشؤومة , و ألقائد ألعام للقوات ألمسلحة , حيث كان ألآمر ألناهي آنذاك لأنه متربع على عرش ألسلطة , وجالس على هذا ألكرسي ( ألمسحور )  , وقد فعل ما فعل صاحب هذا ألكرسي في ألعراق من جرائم ومجازر ومقابر جماعية وقتل وظلم وجور وعاث في ألأرض فسادا , حتى قتل ( رفاقه ) لكي يتفرد بالسلطة وحده , حتى وصل به ألأمر إلى ألتأله , ومر ألعراق بأسوأ حقبة زمنية أبان حكم ألطاغية ألهدام , ولكن بعد هذا كله شاء ألله أن يفرق بين ألكرسي وصاحبه , ويأتي يوم ألحساب الدنيوي لهذا ألظالم ألهدام , وفعلا تم أسقاط ألنظام المقبور على أيدي ألأمريكان في عام 2003 , وبعد ذلك بقي ألكرسي فارغا" ولكن ألكل يترقب من سيكون صاحب ألحظ ألسعيد ليشغله .

حيث كان ألمتحكم في الوضع ألعراقي آنذاك هم ألأمريكان , وتم تنصيب (بول بريمر ) حاكما" مؤقتا" ليدير ألوضع ألعراقي , لحين تشكيل ألحكومة ألعراقية , وفعل ما فعل أيضا ( بول بريمر ) في ألعراق من سرقة أموال ألبلد ونهب ثروات ألعراق ألمعدنية و ألنفطية إلى ما لانهاية , فالعراق خيراته لا تعد ولا نحصى , ثم تم تشكيل حكومة عراقية , وبدأ تقسيم ألكراسي, و ألكرسي (ألمسحور ) ينتظر من سيجلس عليه .

حتى تم إعلان ( أياد علاوي ) ألمجرم  ألبعثي رئيسا" للوزراء , وبعد مرور شهور على جلوسه على هذا ألكرسي حتى بدأ مفعول سحر ألكرسي عليه , أول أمر قام به هو محاربة أبناء ألعراق , والوقوف جنبا الى جنب مع ألأمريكان ألمحتلين , أبان ألحرب ألتي دارت بين أهالي ألفلوجة في غرب العراق , وبين ألأمريكان , وفي الوسط والجنوب أيضا , وكان موقف ( أياد علاوي ) واضح جدا حيث سحره الكرسي وأعماه , وحتى ذهب بنفسه ليقاتل أهالي ألفلوجة بالدبابات دفاعا" عن ألأمريكان ألمحتلين , ولكن ألغريب كيف تناسوا الآن مافعله ( أياد علاوي ) , وأصبحوا يحبوه وينتخبوه لا أعرف !! أما في الوسط والجنوب فحاربهم أيضا" حتى وصل به ألأمر انه تعدى على ألإمام علي (عليه ألسلام ) وقدسيته وقال مقولته الشهيرة بحق الإمام عليه ألسلام ( إنه لبنة من لبنات ألعراق وبإمكاننا هدمه وبنائه من جديد) !! قبحك الله ما فعلها قبلك حتى بنو العباس . وآخر زيارة له للنجف ألاشرف تم ضربه بـ ( النعل والأحذية ) من قبل أهالي ألنجف ألمتظاهرين تعبيرا" عن غضبهم منه .

بعد ذلك تحول الكرسي إلى ( إبراهيم ألجعفري ) ليكون رئيسا" للوزراء , وماهي إلا سنة واحدة فقط حتى تدهور ألوضع ألعراقي جدا, وبدأ صراع المذاهب , وألطائفية ألمقيتة تغلغلت إلى روح بعض ألمناطق ألعراقية , وشهد ألعراق مرحلة جديدة من ألقتل و ألنهب و ألسلب و ألإغتصاب وتهجير ألأهالي من منازلهم حسب مذاهبهم , وتم مطالبة ألجعفري بالتنحي عن منصبه وترك الكرسي المسحور , وفعلا تنازل عن الكرسي لـ ( نوري  المالكي ) ليكون رئيسا" للوزراء .

وبدأت ألمرحلة ألجديدة للعراق , وكان تأثير ألكرسي غير موجود في ألبداية وبدأ ألعراق يستعيد شيئا" من عافيته , حتى بدأت أشك في ( سحر )هذا ألكرسي , ولكن سرعان مابدأ مفعول سحر ألكرسي يظهر من جديد , فبدأت ألتخبطات و ألأزمات في ألعراق وتدهور ألأوضاع على جميع ألأصعدة , وأخر حدث مهم حصل في ألعراق هو أعادة ألبعثيين لمؤسسات ألدولة , من خلال قرار تعديل قانون ألمسائلة وألعدالة , وإحتساب رواتب تقاعدية لفدائيي هدام , وإتخاذ أي قرار للمحافظة على ألكرسي .

وإلى ألآن لم يعرف سبب تأثير هذا ألكرسي على من يشغله , ويبقى ألكرسي هو المنتصر دائما" على من يجلس عليه , وهو صاحب ألقرار و ألمسيطر وليس من يشغله !!! هذه هي بطولات ألكرسي ( المسحور ) ولم تنتهي ألحكاية بعد!!!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك