المقالات

قيمة الشخص بمن ينتخب !!!


محمد المياحي

إن قيمة الشخص وكرامته هي من المقدسات الذاتية للفرد , وتعتبر هي الوجه الحقيقي له , ومعرفة الذات تحتاج أحيانا مرجعة ومحاسبة , لا يوجد شخص يتصف بالكمال , لكن لا احد يقبل ان يوصف بأن خلل ما بشخصيته , وبما ان طبيعة الفرد العراقي عاطفي , يميل للعشيرة ويتعصب للمنطقة , ويتصرف بردود فعلية عكسية أحيانا , تؤثر على شخصه وسمعته , وربما لبساطة الفرد العراقي , يعتبره او يسميه الآخرين انه "ساذج", او غير واعي وليس مهتم بالأمور العامة , ربما طبيعة الظروف التي مر بها العراق خلال العقود الماضية , هي من أثرت بشكل مباشر على سلوك وبنية الفرد العراقي , لكن ثمة مواصفات ومميزات لذلك الفرد , لا يملكها احد من المجتمعات الأخرى , وهي الغيرة والطيبة والصدق , وهذه الصفات نادرا ما تجدها في مجتمع ما , ليس عيبا ان تكون متواضعا وليس لديك شهادة ما , لكن العيب ان تكون لديك تلك المؤهلات , ولا توجد لديك المبادئ , نعم اليوم نحن بأمس الحاجة لمعرفة ذواتنا وشخوصنا وبتجرد , بعيدا عن الضغوط والميول والمؤثرات , وأفضل شيء نقيم به شخوصنا , هو ممارسة حقنا في الانتخابات , لأنه حق شخصي , وهنا تتجلى وتتضح قيمة الفرد بماهية اختياره , لأي شخص ولأي قائمة , لان الاختيار سيكون ذاتيا وفيه تعرف قيمتك ومكانتك بما تختار , ان تم الاختيار بلامبالاة وفوضوية وعدم التمحيص والتأكد , فذلك ينعكس على شخصيتك وعقيلتك , ان اختيار الأفضل وتحكيم العقل هي مقومات لابد ان يتحلى بها الفرد العراقي , لذلك كثيرا من المرشحين والقوائم يرفعون شعارات براقة وملونه ويتكلمون بأمور هم غير مؤمنون بها , فعملية الاختيار يجب ان تكون واعية ومتحضرة لان من تعطيه صوتك ليس أفضل منك بشي , وتذكر دائما انك أنت صاحب القرار , ولا احد يتحكم بك ,فيجب على من ينتمون لوطن عريق وعراق ان ينتبهوا ويعملوا على التغيير الايجابي وليس التغيير السلبي , لان الوطن والمواطن بأمس الحاجة لصوت يضمن حقوق الفرد والمجتمع ,لنا وقفة مع الذات ومع الضمير الوطني الذي لا يتأثر بمتاهات السياسة الغير منضبطة , وكما يقول أفلاطون , الثمن الذي يدفعه الطيبون لقاء لا مبالاتهم بالشؤون العامة هو أن يحكمهم الأشرار. فلابد ان لا يحكمنا الأشرار وان لا يخدعونا بما يرفعونه من شعارات لا يشعرون بها .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك