المقالات

هل جازف الحكيم ؟!


جواد أبو رغيف

كنت قد اتخذت قراراً ب (الصمت الإعلامي) طيلة مدة الانتخابات لعدم قناعتي بغالبية البرامج الانتخابية التي تناولتها الوسائل الإعلامية العراقية لمختلف القوى السياسية التي تتنافس لكسب مجالس المحافظات وبالتالي تقديم الخدمات لأبناءها ، وما رسخ صمتي الإعلامي طبيعة البرامج الخدمية التي اتسمت بالعموميات دون إن تختص بقضايا مركزة محددة تعالج مشاكل عانى منها المواطن العراقي طيلة عشر سنين عجاف! والأمر الثاني أن جميع البرامج لم تمهر بتعهد للرأي العام العراقي من قيل مطلقيها على تنفيذ برنامج القائمة الانتخابي والتعهد هو شريطة (العقد الاجتماعي) بين السلطة والجمهور ، بيد أن ما أطلق عنان الكتابة وأزاح صمتي هو خطاب زعيم المجلس الأعلى (عمار الحكيم) يوم الثلاثاء بملعب الصناعة فالخطاب كان سابقة سياسية عراقية بامتياز أسس لعدة أمور منها :1 ـ ثقافة (شجاعة الاعتذار) للجمهور . وهذه خصلة لم نعهدها بطبيعة الخطاب السياسي العراقي.2 ـ تشخيص مشاكل العاصمة بغداد ثم وضع الحلول .3 ـ تثبيت السقوف الزمنية لجعل بغداد سيدة العواصم 2020 .4 ـ مهر الخطاب بتعهد أمام الجمهور مواجهةً بتنفيذ فقرات البرنامج وتحمل المسئولية بحالة خلاف ذلك .أن مثل هكذا خطاب لم تعهده البرامج الانتخابية ارتكز على رباعية (الاعتذار والتشخيص والحلول والتعهد ) أحق أن يوصف بالخطاب المتقدم الذي يمكن إن يؤسس لإستراتيجية الدولة العميقة .والسؤال الذي يفرض نفسه على المتابع هو هل جازف الحكيم عندما طالب بملحمة بغداد أم انه يملك عناصر تنفيذ برنامجه ؟ اعتقد أن الحكيم ينطلق من قاعدة قوية تقول: ( الخلاص في الإخلاص )! وبما ان الوضع العراقي لا يحتاج سوى أرادة قوية مخلصة همها الوطن والمواطن لوجود ميزانيات مالية انفجارية تفرض تلك القناعة ، ولا ريب أن قائمة ائتلافه تضم من الشخصيات القوية والمخلصة والنزيهة ما يجعلها قادرة على تنفيذ برنامج الكتلة الانتخابي، فضلا عن وجود الكابح والضمانة بعدم تنصل المرشحين والخروج عن جادة نقطة شروع التنفيذ المتمثل بشخص الحكيم، ما يجعل (ملحمة بغداد) حقيقة وليس حلماً عصياً فالملحمة تعني الثورة والثورة تعني التغيير الجذري ، واعتقد أن الحكيم رمى الكرة في ملعب أبناء محافظة بغداد وما عليهم ألا أن يصوتوا لائتلافه لتحقيق وعده لجعل بغداد (سيدة الدنيا عام 2020 ) لامكانية اختصار الزمن وهذا غير بعيد ( فالثورات تسير بالتاريخ بقدم طولها سبع فراسخ)!

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك