المقالات

توقعات ماغي فرح..!...بقلم: قاسم العجرش * كاتب وإعلامي

661 22:53:00 2013-04-15

 

لا يمكننا بسهولة تجاوز العجز الكبير في مرتكزات الحكم المتثلة بالديمقراطية والشفافية والمحاسبة، فلقد تناسل هذا العجز بشكل أميبي انشطاري بمتواليات هندسية  1 :256:16:4:2...وهكذا بتصاعد خارج حتى حدود المقايسة.. وخلافا لكل ذوي النوايا الطيبة من الذين يطرحون برامجا إنتخابية تعد بالتغيير، وهم صادقون فيما يعدون بناءا على نواياهم، أجد أن النوايا هذه غير قادرة على  تدارك هذا العجز، لأن هذه البرامج على مصداقيتها سوف لن تتوفر الفرصة لمن طرحها أن ينفذ منها حتى ما نسبته 50% منها، وتغدو هذه النسبة متفائلة جدا قبالة كم العجز التراكمي...

ما العمل؟..وهل أن ما أقوله محاولة تيئيس؟..أبدا ليست كذلك، فهي محاولة وضع الأمور في نصابها بعدم القفز على حقائق الأشياء..فالعملية السياسية التي شرعنا بها منذ 2003 طبعت بطابع الترقيع السياسي ليس إلا، ولم نستطع تثبيت معايير منطقية في العمل السياسي فصرنا نرى ظواهر عبثية، ومصداقها أن في الصفوف الأولى من الحكومة والدولة من كان يوصف الى وقت قريب بأنه من أزلام النظام السابق وأعوانه، ومنهم من منع من المشاركة في الإنتخابات السابقة لكنه اليوم تفرش له السجادة وتطوى له الوسادة!...وبين مسؤولي الصف الأول في الحكومة من لا يزال يقول أنه ينتمي إلى المعارضة!.. وكان من الممكن أن تكون ثمة إضافة نوعية للمشهد السياسي لو سلكت العملية السياسية سبيل دمج طاقات جديدة في المشهد السياسي، لا تحمل أمراض المعتقين من كائنات السياسة، التي أستنفذت كل ما لديها ولم يعد بإمكانها أن تضيف شيئا جديدا في حياتنا.. فالمعتقين المصابين بمرض اللعب على الحبال وتغيير الأتجاهات على طريقة سائقي سيارات السايبة..! اليوم معك، غدا، لا بل عصرا يكونوا عليك، في المساء يهدؤون قليلا ويكونوا حياديين، عند منتصف الليل يشتغل عندهم دوار الفيسبوك، ويتحولون الى صبية يكتبون بأسماء مستعارة..! صباح اليوم التالي مع الحكومة، في الساعة العاشرة صباحا ضدها..ترحال بالمواقف وتغيير بالأتجاهات لا يمكن أن تتوقعه حتى ماغي فرح..!

بالنسبة لمستقبلنا وتقدمنا وتطورنا فإن هذا سير عكسي في اتجاه التاريخ، وهو عكسي أيضا في اتجاه التقدم. وبدل أن يكون للزمن الذي مضى من عمر تجربتنا الديمقراطية إضافة نوعية في الحياة السياسية أو في المشهد السياسي، أصبح "الزمن" ثقيلا وعائقا وأفقد المصداقية في العمل السياسي..وبدل أن نبذل مجهودا من أجل تعديل المسار ومزيدا من الديمقراطية  والشفافية، المفضيتان الى مزيد من المحاسبة التي تنتج عدالة ترضي الضمير الشعبي، فإننا ما زلنا نسير "رونكَ سايد"!!!

إن من يقول بأن العراق يسير في إطار مسار تراجعي وان هذا المسار يجب أن يتغير، ليس مخطئا ولم يجانب الصواب، وأن على الساسة أن يصغوا الى أصوات المتحدثين بمثل هذا الحديث، فأصواتهم وإن بدت في أول الأمر خافتة خفيضة، إلا أنها اليوم بات لها صدى تردده الكتل الكونكريتية الضخمة التي مازالت تفصل بين الكثير من أحياء بغداد، ومازالت تفصل بين الإتجاهات والرغبات والسياسيات..

كلام قبل السلام: الحياة قائمة على التدافع بين ما هو صواب وبين ما هو خطأ، وبين ما هو حقّ وبين ما هو باطل، وهو سبحانه وتعالى قال في محكم كتابه “ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض”....

سلام.....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
SAAD AL ZAIDY
2013-04-17
استاذي الفاضل التركيع شارك فيه كل من دخل العملية السياسيةبنسب مختلفة والاسباب المشتركة هي (التلون الذي اشرة اليه بقولك اليوم معك وغدا ..... وغياب المبدئية وقلة الخبرة) لكن قولك ومن اجل مستقبلنا فأن على الساسة.... نعم هذا هو مربط الفرس انتهى ومنذ فترة وقت التجربة ومن لم يعتبر فعلى كتلته أن لا تضعه في القيادة فلقد دفعنا الكثير من الانفس والاموال ولا يلدغ المؤمن ....عشرة مرات 0
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك