المقالات

المشاركة بالانتخابات باتت أزمة


حيدر حسين الاسدي

تعودنا كعراقيون على التعايش مع الأزمات وحالت التشنج والضغط السياسي وأصبحت قانونا وجزءاً من فن السياسة العراقية الحديثة ترحيل الأزمات الى أوقات أخرى لا نعلم متى واين وكيف ستأتي ونحن نرى بأم اعيننا تراكمها لتصبح جبل بات يوشك على الانهيار وهذا ما لمسناه في وقت قريب عندما سحب الحليف الإستراتيجي يده من دعم الحكومة فتحركت القوى الاخرى بتظاهرات واعتصامات واستقالات كمحاولة لاستعادة مجد الايام الخوالي وبسط السيطرة على بغداد من جديد.لكن اليوم هنالك أزمة نشهدها تتحرك بصمت برزت مع اقتراب التصويت الخاص وعلى بعد خطوات من التصويت العام ، الا وهي العزوف الكبير والمقلق عن المشاركة والانخفاض كبير في عدد الناخبين والتي تبين مدى الانتكاسة والارتداد الكبير للعملية السياسية والتجربة الديمقراطية التي تمثل الانتخابات فيها جوهر الممارسة ويعني التراجع عنها انهيار المسار وعودة صاغرة للدكتاتورية المقيتة وضياع كل التضحيات والمنجزات التي تحقق بعد صبر طويل وكواكب من المضحين على خط الحرية.وهذه الازمة لم تتولد من فراغ او نتيجة لضغط سياسي او رأي منفرد بل جاءت من رحم معاناة وسلسلة طويلة من الإخفاقات والمشاكل والفساد الإداري والمالي وضياع هيبة الدولة وتقصير في تطبيق القانون واحترامه مما ولد جدار فاصل بين المواطن والعملية السياسية التي نتجت من ممارسة الانتخابات لذلك حين يفكر الناس في الثورة على هذه التجربة لا يجد سوى الانتقام من صندوق الانتخاب ومقاطعته ليترك الساحة خالية من الشرفاء ويفسح المجال للوصوليين والانتهازيين من الظفر بالمراكز القيادية والتحكم بمقدرات الشعب .ان مرحلة ما بعد سقوط الصنم وتحول القيادة بيد الشعب الذي قدم ممثليه في البرلمان ومجالس المحافظات شهدت تراجع كبير في الواقع الخدمي وتلاشي أحلام كانت ترافق المواطن البسيط من اجل تحقيقها والوصول الى خط الحياة الانسانية البسيطة التي تتمتع بها دول اقل ثروة وموارد بشرية من العراق.كما ان شعور العراقيين ان القانون وتطبيقه بات مسألة انتقائية تطال البسطاء من الشعب وينجو من يده الراسخون بالسلطة واصحاب النفوذ والمال.ان ما نحتاجه في هذا الوقت الحساس والخطير من مسيرة بلدنا هو تحقيق تغير جذري في أنفسنا وحبنا للذات ونقدم مصلحة الوطن على مصلحتنا حتى تكون لنا القدرة على اقناع الآخرين في إننا أهل للقيادة والخدمة ومؤهلين لأحداث التغيير المطلوب في واقعهم المتردي.وعلينا الالتزام برأي المرجعية وتوجيهاتها بالذهاب للانتخابات ومنع اي شخص من مصادرة رأي وحقي ومصيري من خلال حسن الاختيار والتمسك بحقي وإعلاء صوتي الانتخابي وسط ضجيج حملات التشويش والتخويف حتى لا اندم وأعاتب في واقع بلدي ومدينتي ما دمت منهزم من ساحة الاختيار ومنطوي منكسر أمام الظالمين .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك